جوليان سابا من حيفا ومعاناة بين المدارس فهل من مخلّص

كتب | ياسر خالد 

في  حديث مع الام  كرستين سابا ام جوليان سابا عن الوضع المؤلم والقاسي الذي تعرض له ابنها جوليان قالت :

ابني عمره 12 سنه وُلد( بمشكله اللون امهق) وكذلك  مشكله في السمع من الولاده حتى جيل سنتين ونصف قمنا باجراء  عمليه زرع قوقعه وفي جيل 3 ونصفبدأ ينطق الحروف ويتكلم  .

جوليان تعلم في  حضانه خاصه اسمها ميخا في حيفا تعلم باللغه العربيه والعبرية  .

     
صحيح ان الاندماج كان صعبا تقول كرستين لكن " مكرها اخاك لا بطل "

فلا حول ولا قوة لها .. وان جوليان وتقدمه بالحياة والدراسة ليس فقط اهم بل هو الاساس.

واضافت كرستين  في جيل 6 سنوات عرضنا جوليان على اخصائيين " فاجمعوا على ان دمجه في  صف عادي بمدرسه عادية.

 فجوليان لديه الامكانيات بل ويحق له الاندماج لانه قادر ويستطيع , لكن  للاسف توجهت لاكتر من مدرسه في حيفا منها مدارس اهليه وحكوميه وكان الجواب الرفض حتى من غير ان يروه .!

والمدرسه الوحيده التي قبلته بالناصره "تعليم خاص"  و مدرسه عاديه كانت بالجش وبعيده عنا ساعه وربع ..

يعني  نقل مكان  سكن ونترك مكان مصدر الرزق والسكن بحيفا وعندها ستبدأ معاناة جديدة .


 لم يكن هييناً فالامر بجد وبحق صعب ومؤلم رحلة عذاب ولا اي مسؤول يقدر.

كان هناك  اجتماع وتقرر ان ينتقل لمدرسه שלווה بحيفا ومن هنا انقلبت حياه الولد اللغه ,الاصحاب ,العادات, التقاليد كل هذه الاشياء تغيرت كان عنده صعوبه في البدايةعندما يتحدث مع زملاءه  لانهم لا يتكلمون الا  بلغة الاشارات اما جوليان فقد اصبح متكلما ومستمعا وليس بحاجة للغة الاشارات.

فأدى ذلك لعودته  لاستعمال الاشارات وبالكاد يتكلم لانه  بدأ يقلد زملائه حتى ينخرط بينهم 
 
جوليان بمدرسه يهوديه لا تعلم الا العبرية ...بعدما اسسناه باللغه العربيه .

وهنا كان التعب معه فانت تعلمه  باللغتين بالبيت باللغة العربية وبالمدرسة اللغة العبرية .

 وفعلا نجحت ان اكسبه  لغتين بنفس المستوى لكن اللغه العبريه يكتبها احسن وكانت المشكله الاكبر : 


عندما  طلب مني ان  يغير  دينه وقوميته واهتزت ثقته بنفسه فبدأ ينحرف تفكيره ..يريد ان يصبح يهوديا ولا يريد ان يقال عنه عربي 
وكل هذا لانه يريد ان يكون قريب من زملائه اليهود بالمدرسة .

فجوليان يفتقر للاصدقاء ولا يوجد عنده من يقضي اوقات فراغه معه..فاراد ان يجول كل حياته حتى يكسب الاصدقاء !!!


 وتقول الام المتعبة كرستين والدموع في عيناها :

تعبت ولا زلت متعبه وناضلت كي اعلمه القناعة وكافحت كي اعطيه الثقة بنفسه ورويدا رويدا نجحت ولكن 

 لونه يتعبه وعند سؤاله يقول سئمت من سخرية الاولاد والناس فكلهم يرون اني شاذ .. وكاني من كوكب اخر.

فابني يعاني من مشكلة اللون ومن المجتمع  القاسي عليه والذي لا يرحم فالكلام الجارح او المعامله بعنصرية


الولد يعاني من العزلة والوحدة وهذا امر مؤلم جدا 

المدارس التي لا رقابة عليها وخصوصا مدارس الوسط العربي والمدن المختلطة وبالذات حيفا يعاني المجتمع من ظلم ادارتها وهذا ما يزيد الطين بلة مدارس  و المجتمع  كلهم متعاونون ليس فقط على التقصير بالطلاب العرب من ذوي الاحتياجات الخاصه, بل هم من يعيقون علاجهم ودمجهم ويمارسون الظلم والاستغلال عليهم .

كثيرا ما يستفزني باسئلته التي لا اعرف ان اجيبه عليها: 

فزملائه من الوسط اليهودي يمنعون  اولادهم من زيارته والعذر اننا عرب وهذا ما يخيفهم .

نحن نفتقر الى معاني الانسانية في كثير من الحالات ولا نريد تقبل الاخر  يجب ان  يكون هناك توعيه للاهل قبل الاولاد كيف يحترموا ويقدروا اولاد مع ذوي احتياجات خاصة وحتى من غير احتياجات فنحن كلنا بشر ولا يمكن للبشري الذي خلقه الرب ان يكون عائقا اما ابناء جلدته.

توجهت للصحافه  للمساعدة ولكن للاسف لم اجد من مدّ يد العون وعرض مشكلتي


وانا اطالب جميع العائلات من ذوي الاحتياجات الخاصة ان يجتمعوا على كلمة سواء 

حتى نستطيع تحقيق حقوق اولادنا ونستطيع دمجهن بالحياة وتغيير النظرة السلبية عنهم فاولادنا هبة الرب على الارض
ولهم ما لا غيرهم ..لا يعني انهم تميزوا بنقص معين ان نهمشهم وننفيهم وننبذهم ونسلب حقوقهم 

وانني اطالب كل المسؤولين عربا ويهود وكل النشطاء ان يجدوا لابني جوليان الحل وعندما اقول جوليان فانا اقول لكل ذوي الاحتياجات الخاصة ... طلبي بسيط هو دمج ابني بمدرسة عادية في حيفا وهو حق واجب وليس منّة من احد .