كنوز نت - بقلم : د. منعم حداد


زمّوق يا زمّوق!

  • بقلم : د. منعم حداد

يندر أن يتذكر أيّ معلم جميع التلاميذ الذين علّمهم خلال عشرات سني عمله في التربية والتعليم لكنه يتذكّر دون شكّ البارزين إن كان في مستواهم العلمي أو الأخلاقي أو الرياضي أو الفوضوي والمشاغب،
ومن التلاميذ الذين كان لي شرف تدريسهم وأفتخر وأعتز بذلك الشيخ أبو أمير محمد صالح أحمد عامر ((أو زمّوق والتي سيأتي شرحها لاحقاً) وهو الأخ الأكبر لإخوان عامر أصحاب "بلاط البقيعة מרצפות פקיעין
 بفروعه المختلفة وأثاث العامر، والفندق والمركز التجاري اللذين يعملون على إنشائهما على شاطيء بحيرة معلوت (אגם מונטפורט)


أبو الأمير زموق رغم أنه لم يكن الأول على صفه لكنه كان من مجموعة المتفوقين الأوائل، علمياً، وكان من الأوائل إن لم يكن الأول أخلاقياً وفكاهياً وخفة ظل وأدباً وصاحب نكتة، ,وكان يشاركه في ذلك خاله الطيب الذكر المرحوم الشيخ أبو فوزي جمال محمد خير وابنة خالته السيدة المصون عفاف علي مهنا حرم الشيخ شريف مهنا ووالدة المحامي الشاعر سامي مهنا حيث كان الثلاثة يتبادلون الفكاهات والممازحات والمماحكات لتغطي على كل شيء وينقلب الجو العابس القاتم إلى جو من الفرح والدعابة وخفة الظل.


وأبو الأمير زموق هو صاحب معصرة الزيتون الحديثة في البقيعة الغربية (المرج) وكل مرة أنوي عصر الزيتون يشترط أن أناديه بالشيخ أبو أمير، وأصرّ أنا على مناداته بزمّوق زمّوق، واتفقنا أخيراُ على أن أدعوه العام بطوله بأبي الأمير، أما في أيام عصر الزيتون فأدعوه زمّوق..
وكان الكثيرون – وربما ما زالوا حتى اليوم يعتبرون زمّوق لقباً أو كلمة معيبة لا سمح الله، لكن خلال البحث الذي اجريته في البقيعة في سبعينيات القرن الماضي تبين لي عكس ذلك تماماً



إذ أن زموق هو اسم جدّة أبيه وكانت امرأة فاضلة يشار إليها بالبنان كما حدثني أكثر من شيخ ومسن، فأيام السفر برلك والوباء والمجاعة التي اكتسحت بلادنا طولاً وعرضاً كانت السيدة زموق تقوم كل صباح بإخراج كمية من الطحين تعجنها ثم تخبزها وتوزعها مجاناً على الفقراء والمحتاجين، وذلك طيلة فترة المجاعة...

أي أنها كانت سيدة كريمة معطاءة ليت الجميع ينهجون نهجها، فهي إذن سيدة يفتخر بها وبأعمالها وبالانتساب إليها...
ونحن على ثقة أن أبا الأمير وإخوته ومن قبلهم والدهم الآدمي والخلوق الشيخ الوقور المبجّل أبو محمد صالح أحمد عامر يعتبر مثالاً ونموذجاً للأخلاق الكريمة والعطاء والأدمنة، وهم خير خلف لخير سلف...