كنوز نت - الطيبة 
بقلم الشاعر حسين جبارة 
وبسحرها كان الأسير
 
عشقَ البلادَ بسحرها كان الأسير
مِن أجلها أضحى المكبَّلَ والأسير
كانَ المبادرَ راحَ يرمي بالحصى
وأبى فُتاتَ الذلِّ والعيشَ المرير
طلبَ النهارَ بشمسهِ وجلائهِ
وهوَ الفتى يتسلَّقُ الشِعبَ العسير
هذي الحواجزُ رمزُ إذلالِ الورى
منعتْ شهيقاً أغلقتْ مجرى الزفير
وَأَدتْ مجازاتِ القصيدِ كِنايةً
حرمتْ طيورَ الأيكِ يوماً أن تطير
وبنادقٍ أردتْ غلاماً يافعاً
حُلماً علا في بابِ تحقيق المصير
مِن جذعِ زيتونِ الديارِ وجذرهِ
هبَّ الفتى وبعزمهِ صمدَ القدير
مِن صُلبِ صخرٍ صامدٍ نضحَ الندى
فاقَ السيولَ تقضُّ للعاتي السرير
هذا الفتى رفعَ البيارقَ في الوغى
لم يثنهِ التعذيبُ او بطشُ الهدير

رمزُ التحرِّرِ فارسٌ بشموخهِ
من خلف قضبانِ السجونِ غدا المنير
وهْو العريسُ يُزفُّ تعشقهُ المها
بالحُبِّ تكسوهُ الحرائرُ بالحرير
قادَ المسيرةَ هاتفاً يحيا الوَطَنْ
قادَ الجهادَ ومعلناً حشدَ النفير
ما كان إلّا عاشقاً شقَّ الدّجى
في بدء عمرٍ للوليدِ أوِ الطرير
واليومَ يقبعُ في السجونِ بجسمهِ
وبروحهِ للحقِّ ما زال النصير
هذا أسيرُ التضحياتِ غدا المَثَلْ
باتَ المفدَّى ، بالتحياتِ الجدير
بعثَ الحراكَ بساحهِ ، شغل الكرى
بقي القيادةَ حرَّكَ الجمعَ الغفير
وبداخلِ السجنِ الصغيرِ تَمَرُّداً
قضَّ المضاجعَ داخلَ السجن الكبير
نفضَ الجناحَ لأجلِ تحريرٍ غفا
وبدربِ تحريرِ الأسيرِ بدا المشير
يفدي المُقدَّسَ والحضارةَ والثرى
ولدحرِ ظُلمِ المعتدي باتَ النَظير