كنوز نت : تقرير ياسر خالد
الحياة الزوجية من ذوي الاحتياجات الخاصة
ما هي متطلبات الحياة الزوجية في كل من الرجل والمرأة؟ ما الشروط التي يجب توافرها في الطرفين لإقامة أسرة؟ سؤال صريح لا يسأله بدقة من يسعى للزواج. هل يبحث الرجل أو المرأة عن شريك يتكامل به ويتعاون معه لتحقيق أهداف الزواج؟ أم أن هناك شروطًا خفية أخرى تتداخل أثناء البحث عن الشريك؟ هل يشترط لتحقيق الأسرة عدم كون الشريك كفيفًا، أو مصابا باي اعاقة ؟ هل الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة مؤهل مع شريكه لإقامة أسرة؟ ماذا ينقص ذوي الاحتياجات الخاصة لإقامة أسرة؟ قد تكون هذه الشروط لشيء آخر غير إقامة الأسرة.
ولكن يجب أن يسأل كلا الشريكين نفسه: ماذا أريد؟ ومن أجل التأكد من مصداقية هذا التساؤل؛ ينبغي أن نراقب ذوي الاحتياجات الخاصة لنعرف هل هناك ما يعوقهم؟ بالعكس، فإننا نلاحظ قدرات فائقة في ذوي الاحتياجات الخاصة تجعلهم يفوقون نظرائهم، حسب مقاييس الحياة الطبيعية، وإذا كان هناك ما يعوق أي فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة ليعيش حياته بشكل طبيعي؛ فتلك خطيئة المجتمع الذي لم يهئ له البيئة المناسبة.
إذًا المطلوب من المجتمع أن يهيئ الظروف البيئية التي تعين ذوي الاحتياجات الخاصة على أداء دورهم في نهضة أمتهم، ناهيك عن حقهم في العيش مثلهم مثل أي فرد آخر في المجتمع.
من هو ذو الاحتياج الخاص؟ : إنه فرد طبيعي يحتاج لظروف بيئية خاصة تختلف عن غيره ليؤدي ما يؤديه غيره دون أي خلل.
مثل ذلك أن يسير الكفيف في أطراف البيت دون أن يشكل ذلك خطرًا عليه أو على غيره. والمطلوب من أهل بيته تهيئة الظروف من حوله؛ لتخلو من أدوات دقيقة خطيرة في طريقه.
وإذا حصل وتعثر هذا الكفيف، فتلك خطيئة المجتمع، وليس خطأ الكفيف.
للإعلام تأثيرًا كبيرًا في عزوف الشباب عن الزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة ..فللإعلام تأثير كبير في هذا الصدد فصورة فارس الأحلام أو شريكة الحياة مرتبطة بالمشاهير ومن وجهة نظري أن هذا التأثير تجاوز أثره عزوف الشباب عن الزواج بذوي الاحتياجات الخاصة إلى زيادة حالات الطلاق في المجتمع، فالزواج مودة ورحمة وسكن إذا تحققت فالإعاقة تعززها وليس العكس.
أن التقنية تسهل علاقة الزوجين فيما بينهما فحينما يولد الحب والتفاهم بين الزوجين لا يعوق علاقتهما الزوجية والأسرية أي عائق، خصوصًا أن تطور التقنية ساعد وبشكل كبير ذوي الاحتياجات الخاصة في تخطي كثير من العقبات والصعاب في حياتهم.
هناك ظلم اجتماعي اكتوى بناره ذوو الاحتياجات الخاصة، فقلَّل من قدراتهم في أداء أدوارهم والظلم الاجتماعي هو الذي يقع بين الناس جراء بعض المعتقدات أو القيم أو التقاليد أو المفاهيم الشائعة بينهم والتي تجعلهم يظلمون بعضهم البعض، دون إدراك منهم.
ليس لنا أن نسمي سببًا معينًا لعزوف الزواج من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أن تتزوج إنسانة سليمة من شاب معاق، فليس هناك سبب بل هي رغبات، وأتذكر أني قلت لأخ أراد أن يتزوج بمعاقة شفقة ورحمة بها: لا تأخذها شفقه بل خذها لأجل أن تعطيها حقوقها وأن تعتبرها زوجة، أما أن تأخذها شفقة فقط فربما تمل بعد سنة وتتركها.
كما قلت لفتاة كانت مقتنعة بزواجها من معاق فقلت لها لابد أن تتخذي قرارًا قويًا لأنك ستحرمين من كذا وكذا، فلم تكترث في البداية، وعندما تزوجته بدأت تتضايق وتقول ليتني لم أتزوجه.
فهذا العزوف بناء على رغبات بين الشباب، فالزواج من معاق رغبات ولابد أن نحترم رغبات الآخرين من الزواج.
قد يحدث الطلاق سواء من معاق أو غيره، فالطلاق يقع في جميع الحالات، بل يحصل من ناس سليمين وبنات جميلات لكن لا يحصل الوفاق بينهما، فالطلاق لا يكون لأن أحد الطرفين معاق بل قد يكون لأسباب أخرى، لكن قد تكون الإعاقة سببًا في رغبتها في الطلاق منه أو الخلع من الزوج المعاق، وكذلك الزوج السليم قد يفكر في طلاق زوجته المعاقة، بل من أعجب ما رأيت أحدهم سليم ومتزوج من معاقة لكنه يحب زوجته ويقول من المستحيل أن يضايقها.
إذن الحب هو أساس الحياة الأسرية فإذا بني البيت على الحب استمرت الحياة الزوجية، فليس المهم في الزواج أن تكون الزوجة معاقة أو جميلة أو غير جميلة إنما إذا بُني البيت على أساس الحب والمودة قوي هذا البيت واستمر البنيان، وكم من إنسان تزوج من فتاة عادية ورغم ذلك يحبها، وكم من إنسانة جميلة ورغم ذلك لا يحبها زوجها، وكم من معاقة يحبها زوجها، وأخرى غير معاقة لا يحبها زوجها.
فإذن الحب هو أساس بناء البيت. كثيرًا ما نسمع ونرى عن معاقات أنشأن أسرًا وربين أطفالًا ونفع الله بهن، وبالمقابل هناك من ليس فيهن إعاقة ورغم ذلك نجد أسرتها مهزوزة ووضعها سيئ في جميع النواحي.
فنظرة المجتمع لا ترتبط بالمعاق فقط بل حتى في النظرة القبلية، أو أن الزوج من البلد الفلاني، أو أنه إنسان معاق وهي نظرة موجودة مع الأسف.
وكم من إنسانة تزوجت من معاق وعُيرت به لكن كان لها بيت الحنان
12/04/2016 12:41 pm
.jpg)
.jpg)