كنوز نت - عربي بوست


ملايين حشرات الجراد تغزو كينيا لأول مرة منذ سبعين عاماً


فلاح في حقله والجراد حوله / صحيفة The Guardian البريطانية


شهدت كينيا أسوأ حالة تفشي لجراد الصحراء للمرة الأولى منذ 70 عاماً، حيث خرج مئات الملايين من أسراب الحشرات، مما يهدد بتدمير الأرض الزراعية وتهديد المنطقة المعرضة بالفعل لجوع مدمر.
ندوندا ماكانغا، الذي قضى ساعات يوم الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، يحاول مطاردة الجراد في مزرعته لصحيفة The Guardian البريطانية: «حتى الأبقار كانت تتعجب مما يحدث». وأضاف: «الذرة، والسورغم، واللوبيا، لقد أكلت كل شيء».

كينيا تتعرض لأسوأ حالة غزو للجراد منذ سبعين عاماً

من جانبها قالت الأمم المتحدة إن نزول الأمطار في شهر مارس/آذار سوف يتسبب في نمو الجراد مرة أخرى بشكل مضاعف مئات المرات.
ديفيد فيري من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قال: «لا بد أن نتحرك على الفور»، جاءت تصريحات المسؤول الأممي في حين كان المتبرعون متجمعين في العاصمة الكينية نيروبي على بعد 3 ساعات بالسيارة.
أوضحت الأمم المتحدة أن ثمة حاجة إلى حوالي 70 مليون دولار لرش مبيدات حشرية جوية، وهي الطريقة الوحيدة الفعالة لمكافحة الجراد. ولن يكون هذا سهلاً، خاصة في الصومال، حيث توجد مناطق من البلاد تحت سيطرة جماعة الشباب المتطرفة المرتبطة بالقاعدة.
انتشار الجراد لا يتوقف على كينيا، بالعكس ينتشر بشكل كبير في الصومال، بالإضافة إلى إثيوبيا.

ويتخوف المزارعون من تأثير الجراد على الزراعة وعلى الحيوانات

قال ينز ليرك من مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في جنيف إنه حتى أي سرب صغير قادر على استهلاك طعام يكفي 35 ألف شخص في يوم واحد.
من جانبهم يبدو المزارعون خائفين من ترك ماشيتهم ترعى في الخارج، بينما تواجه محاصيلهم من الدخن والسورغم والذرة تهديداً في الخارج، ولكن ليس بأيديهم الكثير ليفعلوه.

إلى ذلك وصل الغزو لحوالي 70 ألف هكتار (700 كيلومتر مربع) بالفعل من أراضي كينيا.

كيبكويتش تيل، متخصص مكافحة الآفات المهاجرة في وزارة الزراعة قال: «هذا الهجوم ضخم للغاية». وأضاف: «أنا أتحدث عن أكثر من 20 سرباً رششناها. ما زال لدينا المزيد. ولا يزال المزيد منها آتية».
وتصل أحجام السرب الواحد من الجراد إلى 150 مليون جرادة في الكيلو متر

من جانبها قالت السلطات الإقليمية إن السرب الواحد قد يحتوي على حوالي 150 مليون جرادة في الكيلو متر مربع الواحد من الأرض الزراعية، وهي مساحة تساوي حوالي 250 ملعب كرة قدم.
إلى ذلك كان هناك أحد الأسراب الكبيرة الاستثنائية في شمال شرق كينيا يصل طوله حوالي 60 كيلومتراً، وعرضه حوالي 40 كيلومتراً.
تيل قال إن كينيا تحتاج إلى المزيد من معدات الرش لدعم الطائرات الأربع التي تطير الآن. ولدى إثيوبيا أيضاً أربع منها.
من جانبه أوضح فرانسيس كيتو نائب مدير الزراعة في مقاطعة كيتوي جنوبي شرق كينيا، إنهم أيضاً بحاجة إلى إمداد ثابت من المبيدات الحشرية.
قال كيتو: «السكان المحليون خائفون للغاية لأن هذه الحشرات قد تستهلك كل شيء». وأضاف: «لم أر عدداً ضخماً مثل هذا».
كيتو أردف قائلاً إن الجراد يأكل علف الحيوانات، التي هي مصدر أساسي لمعيشة العائلات التي أصابها الذعر الآن حول كيفية سداد مصاريف المدارس.

إلى ذلك تتجه أسراب الجراد نحو أوغندا

في سياق متصل يمكن للجراد الذي يسافر مع الريح أن يغطي 150 كيلومتراً في يوم واحد. وتتجه الآن أسراب الجراد نحو أوغندا، ودولة جنوب السودان الهشة، حيث يواجه حوالي نصف السكان الجوع الناجم عن الحرب الأهلية. لم تشهد أوغندا مثل هذا الغزو منذ ستينيات القرن العشرين، وتستعد بالفعل لهذا الغزو.
تقول الأمم المتحدة إن الجراد يتحرك أيضاً بثبات تجاه الوادي المتصدع في إثيوبيا، سلة الخبز بالنسبة لثاني أكثر الدول الإفريقية سكاناً.
من جانبه قال بوني أوريسا، أحد سكان منطقة سيداما في إثيوبيا: «الموقف سيئ للغاية لكن المزارعين يحاربونه بالطريقة التقليدية». وأضاف: «الجراد يحب الكرنب والفاصوليا، وهذا قد يؤثر على الأمن الغذائي المتذبذب في المنطقة».

وتعاني منطقة شرق إفريقيا من أزمة انعدام الأمن الغذائي

من ناحية أخرى، وحتى قبل هذا الغزو، كان يواجه حوالي 20 مليون شخص معدلات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي عبر منطقة شرق إفريقيا، التي طالما واجهت الجفاف الموسمي والفيضانات.
هذا وفي الوقت الذي يبحث فيه المزارعون الغاضبون عن مزيد من المساعدة في مكافحة واحدة من أكثر الآفات المستمرة عبر التاريخ، فإن وكالة مراقبة الجراد التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة تقدم القليل من المواساة.
حيث تقول الوكالة: «بالرغم من التقدم بمقترحات الشبكات الضخمة، وقاذفات اللهب، وأشعة الليزر، والمكانس الضخمة في الماضي، لا تستخدم هذه (التقنيات) في مكافحة الجراد». وأضاف: «عادة يأكل البشر والطيور الجراد، لكنهم لا يفعلون ذلك بمعدل كاف لتقليل عددها في مناطق كبيرة».