كنوز نت - أورن زيف | هآرتس، 2.10.2019 ترجمة: أمين خير الدين


الآن نهائيّا: شِعْر دارين طاطور ليس جريمة جنائيّة


انتهت في الأسبوع الماضي الإجراءات القضائيّة المتعلّقة بالشاعرة دارين طاطور،، بعد أن رفضت المحكمة العُلْيا الاعتراض الذي قدّمته الدولة على براءتها. أمضت طاطور ما يقارب ثلاث سنوات في الإقامة الجبريّة وأمضت 42 يوما حبسا فعليّا بسبب قصيدة كانت قد كتبتها
     
انتهت في الأسبوع الماضي الإجراءات القضائيّة المتعلّقة بالشاعرة دارين طاطور، أربع سنوات منذ اعتقالها بسبب قصيدة كتبتها، أمضت 97 يوما في السجن وما يقارب ثلاث سنوات في حبس منزلي، أُدينت وأمضت 42 يوما في حبس إضافي، استأنفت وبُرِّئت جزئيّا لكن الدولة استأنفت على البراءة – وقد قرّرت المحكمة االعُلْيا رفض استئناف الدولة. 
  
في شهر مايو/أيّار قررت المحكمة المركزيّة في الناصرة أنّ القصيدة التي نشرتها طاطور ليست تحريضا على العنف، لكن الدولة قررت الاعتراض على قرار المحكمة وقد صدر يوم الخميس الماضي قرار المحكمة العليا، برفض الاعتراض. وقد صرّحت طاطور في"مُحادثة محليّة"، "هذا فَرَج عظيم بأنني لن أضطرَّ لتبذير نقود إضافيّة على جلسات في المحكمة العُلْيا وعلى تضييع أوقات في الجَلَسات".

دارين طاطور عند خروجها من السجن (أورن زيف/أكتينبستيلس)



     
قالت مُحامية طاطور، غباي لاسكي، أن "طلب الاستئناف شهادة سيئة لنيابة الدولة، حيث لا يمكنها أن تتوافق مع مبدأ الديمقراطيّة والذي بموجبه لا يُملك الأديب جقَّ الدفاع عن إنتاجه الدبي. لا يُصدَّق أن نيابة الدولة قد قدّمت اعتراضا كهذا من البداية. اعتراض يحاول منع حريّة التعبير الفني وحرية الإنتاج بحُجَج كاذبة، وكأن المحكمة المركزيّة قد ابتكرت مكانة جديدة تمنح الشعراء امتيازات خاصّة".
    
حسب اقوال المحامية لاسكي، لقد انتهت الحملة القضائية لإثبات أن القصيدة لا تحرّض: "وأصبح من الثابت الآن أن وصمة الجريمة التي حاولوا إلصاقها بشعر دارين طاطور قد أُلْغِيَت نهائيّا"
      
وقد قرر القاضي يوسف ألون عدم النظر في الاستئناف، خاصة لأسباب رسميّة. بلغة مُخْتصرة أشار إلى عدم إعطاء إمكانية الاستئناف "في جولة ثالثة" (بعد محكمة الصلْح والمحكمة المركزيّة؛ أ"ز)، وذلك بعد محاولة اعتبار الموضوع "على أنه مبدئي". وقد أشار القاضي إلى أنه رغم ادِّعاء الدولة، منحت المحكمة المركزيّة دارين طاطور"مكانة خاصّة باعتبارها شاعرة".
   
 إدّعت الدولة في الاستئناف الذي رُفِضَ، إنه إذا لم تحرّض القصيدة "بشكل مباشر" على القيام بأعمال عنف وإرهاب، إلاّ أنها بشكل ضمنيٍّ تحرض على القيام بأعمال عنف. "إن تجاهل المحكمة المركزية بشكل مُطْلَق لهذه الإمكانيّة" ذُكِر في طلب الاستئناف، إنها قد تبعث برسالة لجهات مُتطرِّفة ممَن يبعثون رسائل تحريض ...تحت عنوان ’شاعر’، ’أديب’، ’صحفي’ ’مغنٍّ’و/أو أيّ اسم آخر".
   
 في قرار المحكمة المركزية ببراءة طاطور والصادر في شهر مايو/أيّار، كتب القضاة أنه ثمّة حقيقة بأن ما قالته طاطور قد قيل في قالب إبْداع فنّي. " وعلينا حين نكون بصدد إنتاج أدبي لشاعرة يجب علينا أن نأخذ بالاعتبارعند البحث مبدأ ومكانة حُريّة التعبير".
       
لقد أبقى القُضاة العقوبة كما هي بالنسبة للإدانة بشأن رسالتَيْن إضافيّتَيْن في الفيسبوك – رسائل وصور الملفّ الشخصي الذي كُتِب فيه "أنا الشهيد التالي". وقد أشار القضاة إلى أنه من الصعب إيجاد عبارات مُشابهة لما لدى طاطور، " إننا نؤكّد أن حريّة التعبير تقبل الكناية النقديّة عند الكلام عن حريّة التعبير في الفن أو الإنتاج الأدبي".
   
 يوم الأربعاء الأخير، قبل صدور قرار المحكمة العُلْيا بيوم, أقيمت في مسرح يافا أمسية إشهار كتاب لدارين طاطور باللغة العربيّة "قصيدتي الخطرة"، توثِّق به قصة حياتها، وخاصّة فترة اعتقالها وفترة الإقامة الجبريّة.
       
"خرجتُ من السجن لكن السجنَ باق معي، أشعر أنني بسجن أكثر اتِّساعا" هذا ما قالته طاطار للجمهور. "أماكن كثيرة ألغت مُناسبات مُقرّرة كان من المفروض أن أقرأ بها شِعْرا، مسرح السرايا أحد الأماكن التي وافقت على استضافتي على مدار سنين رغم التحريض ضدّي".- تنوي طاطور إصدارَ كتابها باللغتين العبرية والإنجليزيّ في الأشهر القريبة القادمة.