كنوز نت - شعر : ميساء  بدارنة الصح

يا كارِهي وبِلا سَبَب



يا كارِهي وبِلا سَبَب 
أبديتَ من أجلي العَجَب

لا شيءَ منكَ يهزُّني 
فالنارُ تأكلهُ الحَطب

جُدْ ما استطعتَ أذيَّةً
تَبّتْ يداكَ أبا لَهَب

جَمَّعتَ أشباهَ الورى 
طَمَعًا لِرَميي في المَطَب

كيدُ الزُليخةِ هالِكٌ 
كالنهرِ مَجدي ما نَضب

درْكُ المقامِ دياركمْ
وأنا العلوُّ ليَ انتسَب

رِفقًا لحالِ رِقابِكُمْ 
نَظرتْ طويلاً للعِنَب

بالجاهِ ربّي مدَّني 
زادَ المكانةَ والحَسَب

أسدى لخيرِ عبادهِ
فخرَ الأقاربِ والنسَب

وقْعُ الفلاحِ أماتَكم
وأزادَ نوباتِ الغَضب

ثارَ التفوقُ غيظَكمْ     
إذْ شَدَّ أوتارَ العَصَب

أفَلا اعتَزَزتُم بالتي
فاقَتْ بَليغًا في الخُطَب؟!

طفتُ الدُنا من أجلِكمْ
ورَفعتُ راياتِ العَرب

قولوا بمريمَ باطلًا
ستظلُّ تَجنيها الرطَب

قولوا لميسا أسكُتي 
ستظلُّ تكتبُهُ الأدَب

قالوا الرسولَ مُغاليًا
بقيَ الرسولُ لهُ اللقب

يعقوبُ لا تَدمعْ كَفى
فنَبيُّ رَبّي ما انغَلَب


مهما الكواكبُ راوَغَتْ
هيَ لابنكَ الغالي الرُّتَب

في مصرَ ربّي عزَّهُ 
ورَعى خِزائنَها الذَهَب

زَبَدُ البحيرةِ إنّكُمْ
والعمقُ بيتي ما انثَقَب

فاقَ النجاحُ خيالَكُمْ
وَعلا التصورَ والطَّلب

هاكُمْ سهرتُم ليلَكمْ
كيدًا وضيقًا والوَصب

ويطولُ نومي هانئًا
أرنو بحُلمٍ للشُهُب 

أشفقتُ عسرةَ حالِكُمْ
ودعوتُهُ لمْ يَستَجِب

فَتقَرّبوا مِن خالِقٍ
هُوَ غيرُ ربّي ما وَهَب

وسطَ المكائِدِ زادَّني 
وبِقَبضتي الخيرُ انسَكَب

فحمدتُهُ لعطائِهِ
وشكرتُكمْ دونَ العَتَب

 أدبي كشمسٍ نورهُ
رغمَ الليالي ما انحجب 

خنساءُ شعري ماكثٌ
يحيي المحافل والطرب

دربُ السلامِ قَصيدتي 
وَصلتْ لطفلٍ في حَلَب

والخيل تعرف جرأتي
والسيفُ مِن جَنبي هَرَب 

هَل مِن تَحَدٍّ فيكُمُ؟!
عيبُ التجابُنِ ما وَجَب

وإنِ استعدَّ "عزيزُكُمْ"
هوَ في امتحانٍ قَدْ رَسَب

فَهُوَ الإلهُ أعزَّني
واللهُ يُعلي مَن أحَب

فلفضلهِ لا تعجبوا
واستسلِموا في ما انكَتَب