كنوز نت - شعر:عاطف ابو بكر/ابو فرح


[الفنُّ العاري]



في جرشٍ غنَّتْ إحداهنَّ أكادُ أقولُ بدونِ رِداءْ
أو برداءٍ لا يسترُ شيئاً منْ تلكَ الأشياءْ
فالفنُّ كما أفهمهُ،وعيٌ ورُقيٌّ للروحِ وللنفسِ غذاءْ
والراقي منهُ يتذوَّقهُ الناسُ بدونِ مُسوحٍ وتعَرٍ وطلاءْ
ليس بفنٍّ أبداً لو كانَ إباحيَّاً وبدونِ حَياءْ
وَانْتشرَتُ صورٌ للفنَّانةِ في كلِّ الأرجاءْ
والكثرةُ ممَّنْ شاهدَها،وجَّهَ أسئلةً ساخرةً يطلبُ حُكْماً من دارِ الإفْتاءْ؟
هل ذلكَ فنٌ أم بالفعلِ بغاءْ؟
وكأنَّ هناكَ مباراةٌ تكْسبها مَنْ تتَعرى أكثرَ وتُغنِّي دونَ كساءْ
أتذكَّرُ ما قالَ صديقٌ لي ،عن قصَّةِ صاحبهِ وهما
يستمعانِ بلبنانَ لهيفاءْ
كانَا فوقَ السبعينَ،فقالَ صديقي للآخرِ
كيفَ وجدْتَ الأغنيةَ صديقي؟
فأجابَ كفاكَ غباءْ
لم أسمعْ منها شيئاً بل كنتُ أرى صبَّةَ ساقيْها والأثداءْ
هل ذاكَ بحقِّ اللهِ غناءْ؟
ذلكَ ليسَ بفنٍ. بل إغراءْ
كنَّا في زمنٍ ماضٍ نسمعُ فيروزاً وفريداً وحليماً
والكوكبَ كلثوماً أو ناظمَ وسواهمْ بالمذياعِ ،
ونطربُ فعلاً للصوتِ وللفنِ سَواءْ

لا صورةَ نبْصرُ أو أجساداً وعَراءْ
كان الفنُّ حقيقياً،لا يقحمهُ مَنْ هبَّ ودبَّ وشاءْ
وحتّى الآنَ وبالصورةِ بالتلفازِ نرى َمنْ يظهرْنَ بشكلٍ
محتشمٍ أو مقبولٍ ،يُطْربْنَ وَنجيدُ لهنَّ الإصغاءْ
لا تشْغَلُ أعْيننا الإغراءاتُ ولا الحركاتُ القرعاءْ
واليومَ يُغنينَ ولا أعني الكلَّ ،فلديَّ استثناءْ
فيكنَّ بلا صوتٍ أو موهبةٍ ويَنلْنَ استحساناً وثناءْ
وينلنَ الدعواتِ لحفلاتٍ بدبيٍّ وأبو ظبيٍّ وعواصمَ أخرى
وينلْنَ هباتٍ وعطاءْ
والعالمُ أدْرى ما قد يجري بخفاءْ
لكنِّي أخشى،يا سائلَ دارَ الإفتاءِ،بأنْ نجدَ بكلِّ عواصمنا
تركي الشَيْخِ وهيئاتٍ للترفيهِِ لبعضِ وُلاةِ الأمرِ،لإقامةِ
ليْلاتٍ حمراءْ
كم جعلوا أحياناً مِمَّا يُدعى بالفنِّ لكثيرٍ منْ ألوانِ العهْرِ غطاءْ؟
ذلكَ ليس بفنٍّ ،بل أحياناً عرضاً لمفاتنَ ،تْلْهيكَ عنِ القرفِ بلى
 منْ أصواتٍ كمُواءْ
وأنا أنصحُ أدواتِ الإعلامِ كما التلفازُ ،بأنْ تتوخَّى الدقَّةَ في العرضِ
بما لا يُسهمُ في تخريب الأذواقِ وأخلاقِ الأبناءْ
للعريِ ،قنواتٌ وبيوتٌ واضحةٌ،مَنْ رامَ الّلحمَ المعروضَ فلهُ أمكنةٌ ونساءْ
أمَّا تعبرَ تلكَ المعروضاتِ لنا للبيتِ ،وباسمِ الفنِّ فذلكَ داءٌ ليس دواءْ
فالرحمةُ يا أدواتِ العرضِ ويا فنَّاناتِ اليومِ،رجاءً ورجاءْ
———————————————————————
٢٠١٩/٧/٢٥م