ازمات غزة ليست انسانية


بقلم : محمد البريم

لا اعتقد البتة ان ارسال قطر لشاحنات الوقود لصالح محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة تحت اشراف الامم المتحدة؛ يمكن ان يساهم في إنهاء الازمات المتراكمة آلاخذة في التزايدعلى كل الصعد.

فاحتياجات القطاع اكبر بكثير من الدور القطري او الايراني، وحماس والفصائل تعلم ان ذلك مسؤولية حكومة الوفاق الوطني، وإن احتياجات الناس هناك ليست كهرباء لاربع ساعات، او مساعدة ب100 دولار؛ وانما تفوق امكانيات الدول والحكومات، ناهيك عن انعدام حرية السفر والتنقل، خارج حدود القطاع المفصول بحكم الجغرافيا، والانقسام، والحصار.

كلنا يعلم حجم المساعدات والمعونات التي تدخل القطاع، ولاتصل لمستحقيها؛ نظراً لسيطرة حكم الحزب الواحد "حماس" وحتى ان وصلت لايمكن ان تصل لمليوني فلسطيني انهكهم الحصار والانقسام والظروف الصعبة التي يعيشونها.


فازمات القطاع اكبر من ان تاخذ الطابع الانساني؛ لان كل ما وصلت له احوال القطاع جراء الازمة السياسية التي نعيشها منذ سنوات الانقسام الجاثم على صدورنا.

فثمة لا مفكر في احوالنا في غزة، وساساتنا بلا مشروع، واتحداهم على الملأ ان يجيبوني الى اين نحن ذاهبون؟.

في واقعةٍ مشابهة لما نعيش وعطفاً على ما ذكرت اعلاه قال هيدغر يوماً: “أكثر ما يدعو إلى التفكير هو أنّنا لم نُفكر بعد”! و"ليس بعد"تعد إشكالية في ذاتها"لأن وضعنا الفلسطيني يدعونا أكثر فأكثر للتفكير، وأحسب أنّه من أشدّ ما يدعو إلى التخفّف من الشعور بالمهانة هو أنّ الأسخف لم يحدث بعد، رغم أنّ سيل الأخبار التي ترى كل يوم، يكفي ويزيد لما يعبّأ احتياطياً كاملاً لعشر سنوات قادمة من الشعور بالمذلة.

ختاماً: نحن بحاجة الى من يعايش هموم الناس وأمالها ومشاكلها واحتياجاتها ولتكونوا على وعيٍ أكثر بأن في هذا الوطن مواطناً يجب أن تعزز له الكثير من مقومات صموده حتى يستمر هذا الصمود على الأرض.