أنشودة المطر "جهاد بلعوم

____________________

الرمال حارة وسطح السماء يُلامس وجهها البارد، دعنا نصطاد الوقت تقول؛ ثم تمسك بظل الصيف؛ تمارس معه المطر دون إذن من الريح ..

تقترب الشمس من إناث الشجر، تتزاوج معها بصمت، فيولد العرق على جبهة التلة ..

تصرخ الطيور على أسلاك المدينة، تصعقها النار قبل أن تنتشر في هشيم البيوت..

يستيقظ الرماد ببطء بعد أن مات الحريق، يتلو على مسامع الماء سورة الرعد، ثم يرحل حيث رحلت مواسم الحب خلف الشجر..

هنا تولد الخطيئة على مقربة من السماء ..

هنا تستسلم الملائكة لتعويذة الدم

هنا تُقصف القِبلة ألف مرة تحت جباه الشهداء

والقُبلة توءد على شفاه النساء

هنا تُغتصب المآذن في مخادع الأطفال

الصلاة خير من الموت راح المؤذن ينادي في حلب،

ثم غط في سبات عميق..

أيتها السماء !


وجهي محروق، ويدي هشة ما عادت بارعة بالمصافحة..

أشعاري صارت تؤلمني

وحدها الحياة ما عادت تعيش في وجوه العرب

بعد أن غادرتها عشية عيد المطر

أيتها السماء !

امطري

امطري أيتها السماء

فالجفاف قد أبكى الأرض

امطري أيتها السماء

حتى يسيل الماء في وجوه العرب !