راما الحثناوي تخترع دَرَجاً ذكياً يسهل حركة ذوي الاعاقة
اخترعت الطالبة راما الحثناوي (١٧ عاما)، من مدينة جنين، "درج ذكي" لمساعدة ذوي الاعاقة، وهو الاختراع الجديد لها، الذي تمكن من الفوز بالمرتبة الأولى على محافظة جنين، والمركز السادس على مستوى الوطن، ضمن مسابقة معرض "فلسطين للعلوم والتكنولوجيا لعام 2016 "، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم العالي، ضمن برامجها السنوية التي تستهدف طلبة المدارس في صفوف العاشر والحادي عشر، لتعزيز قدرات الطلاب بمجال البحث العلمي.
وقد أتاح فوزها الفرصة أمامها للمشاركة في معرض"انتل الوطن العربي"، الذي سيقام في إحدى الدول العربية في شهر كانون أول من العام الجاري، والذي يشارك به الطلاب الفائزين بأبحاثهم بمسابقة على مستوى الوطن العربي.
روح الابتكار
اكتسبت راما طالبة التوجيهي فرع العلمي من مدرسة بنات جنين الثانوية، الرغبة في الابداع من عائلتها، فوالدها واثق الحثناوي مهندس في مجال الإلكترونيات والحاسوب، ووالدتها مهندسة في مجال الكهرباء.
تقول راما "أن روح الابتكار تولد مع الإنسان، فهو الذي ينميها بتوفر الظروف الملائمة، التي تبدأ من البيت وتنمو مع توفر البيئة المناسبة، شريطة أن يكون هناك فضاء لتفريغ تلك الروح الإبداعية".
ومن تجربة فوزها مرتين في مشاريع من ابتكارها، تضيف "إن تحديد الهدف هو الذي يبعث الطاقة للوصول إلى الإنجاز، وضحده للحجة التي تسود في المجتمع، بأن الإنسان يكون مبتكر ولديه خبرات بحال تقدمه بالسن، فمن الممكن للإنسان أن يكون مبدعا وهو شاب من خلال استثمار الوقت بالدراسة والبحث بالتجارب العملية".
الدرج الذكي
استثمرت الطالبة راما فرصة المسابقة السنوية، بالمشاركة مرة أخرى بفكرة استوحتها من الواقع، وتقول "خلال البحث عن مشروع مميز، شاهدت مسنًا مُقعد يصلي على كرسي متحرك خارج المسجد، ولم يتمكن من دخول المسجد بسبب وجود الدرج الذي يشكل عائقا أمامه، من هنا كانت البداية بالتفكير لوضع حل مناسب لهذه المشكلة بتصميم درج ذكي يسهل استخدامه في الاماكن العامة ".
مكونات المشروع
لتحقيق أهداف المشروع، تقول راما: صممت درج ذكي يستخدم من قبل الأفراد والعربات في نفس الوقت، من خلال مفتاح انضغاطي يحول الدرج العادي لمسرب للعربات، ويعود الدرج لوضعه الأصلي بمجرد اجتياز العربة الدرج، وتضيف يصنف المشروع ضمن مجال الروبوتات والآلات الذكية، حيث يتكون المشروع من نوعين من المكونات: الدوائر الالكترونية وأجهزة التحكم، والنوع الثاني قطع خاصة ببناء المجسم والقاعدة، والتي تضم مجسم للدرج الذكي والذي تم بنائه باستخدام قطع من الألمنيوم تم تثبيتها على قاعدة خشبية.
الصعوبات والنجاح
واجه تنفيذ المشروع عدة صعوبات، ابرزها كما تفيد راما، توفير بعض القطع الالكترونية وضبط الدرج والأجزاء الميكانيكية عند تحول الدرج إلى مسرب للعربات، لكنها نجحت في تحقيق هدفها بتصميم الدرج الذكي متعدد الاستخدامات، الذي يسهل عملية انتقال وحركة العربات بأنواعها في الأماكن العامة والخاصة.
وأكدت امكانية تطبيقه في أماكن يكون فيها الدرج شديد الانحدار، اضافة لتصميم الدرج بحيث يستشعر أن الذي يستخدم الدرج شخص أو عربة، وذلك حتى يتحول إلى مسرب للعربات من غير الضغط على الزر، وتتابع من أهم ميزات المشروع، بساطة التصميم وقلة التكلفة، التي تزيد من قابلية تطبيقه من الناحية العملية على ارض الواقع.
المشروع الاول
تتذكر الطالبة راما بدايتها نحو البحث العلمي، عندما شاركت للمرة الأولى في معرض"فلسطين للعلوم والتكنولوجيا عام 2015"، بمشروعها "خزان المياه الصحي"، الذي جاءت فكرته"من مشكلة تواجه مدينة جنين، وهي وجود كمية كبيرة من الترسبات والأملاح الذائبة في المياه، نتيجة انقطاع المياه لأكثر من يوم يعمل على تراكم الترسبات في أنابيب المياه، حيث استنتجت ذلك من خلال لون المياه الأصفر والذي يدل على وجود خلل فيها، مسببا عدة أمراض منها التيفوئيد.
خزان المياه الصحي
توضح راما آلية عمل الخزان، حيث يقوم بتصريف المياه لحظة وصولها لري النباتات، بهدف التخلص من جميع الترسبات العالقة، والذي يقوم بتحويل مجرى المياه تلقائيا بعد 10 دقائق، لتعبئة الخزان المنزلي الصحي عند مستوى معين يتم التحكم به، وتضيف في هذه اللحظة تعمل دائرة الاستشعار والمراقبة التي توضع بمكان مرئي في المنزل، فإن كانت المياه داخل الخزان نظيفة تضيء لوحة المراقبة باللون الأخضر، أما إذا كانت المياه في الخزان لا زالت ملوثة بالرغم من توجيهها لري النباتات والمزروعات تضيء اللوحة باللون الأحمر، إضافة إلى وجود دارة جهاز خلوي يقوم بالاتصال على صاحب الخزان حيث يظهر اسم المتصل مياه الخزان ملوثة.
ابداعات اخرى
نجاح حثناوي لا يقتصر على الجانب العلمي فحسب، بل تمكنت من الفوز في مسابقة القصة القصيرة بالمرتبة الثانية عن قصتها بعنوان "قطرات المطر وهمسات معلمتي"، التي نظمتها "هيئة تطوير مهنة التعليم"، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي.
الامنيات والطموح
تطمح راما أن ترى انجازاها يترجم على ارض الواقع، من خلال تبني إحدى المؤسسات لمشروع الخزان الصحي، وتسعى للفوز في المسابقة التي ستنظم على مستوى الوطن العربي في كانون الأول المقبل لترفع اسم فلسطين عالياً.
حاضنة تكنولوجية
يؤمن والد راما واثق حثناوي، بأن هذه الابتكارات ستساعدها في دراستها الجامعية وحياتها العملية، ويرى بضرورة وجود حاضنة تكنولوجية تتبنى أفكار الطلبة في كافة المؤسسات التعليمية، والذين اخترعوا الكثير من الابتكارات الجديدة.



"القدس" دوت كوم - علي سمودي
09/10/2016 08:32 pm
.jpg)
.jpg)