.png)
كنوز نت - بقلم: رانية مرجية
“حين تمضي الأم… ينكسر الضوء”
بقلم: رانية مرجية
أمي… أماهُ… يا نبعَ الطُهرِ والحنانْ
يا أولَ النورِ في صمتي وفي الهذيانْ
قد كنتِ ظلي إذا ما الحزنُ أسكرني
وصوتَ قلبي إذا خانتني الألحانْ
كنتِ البساطَ الذي أمشي عليه هدىً
والبابَ حين يُغلقُ الدربُ والأزمانْ
تغفينَ دهراً على وجعي وتهتدينَ
إلى طريقي، وإن ضلّت بيَ الطُغيانْ
رحلتِ… فارتجفتْ في القلبِ قافيةٌ
وانهدَّ في داخلي بيتٌ من الإيمانْ
من يومِها والضياعُ الحيُّ يأكلني
كأنكِ الضوءُ… والكونُ بغيركِ كانْ
لا يُسمَعُ الفجرُ في بيتي ولا زهرٌ
ينمو، ولا ضحكةٌ تهدي إلى الحُسنَانْ
صوتُ الملاعقِ فوقَ الصحنِ يسألني:
“أين التي كانتَ للقلبِ سُلطانْ؟”
أين التي حينَ أبكي، تسكُتُ الدنيا
وتُصغي لي… وتربيني على الوجدانْ؟
أين التي حينَ أغفو، تبسطُ الرُقيَا
وتدعو اللهَ أن يحميني من النُقصَانْ؟
قد كنتُ أخشى الفَقدَ… واليومَ يسكنني
كأنني خُلقتُ كي أبكيكِ بالألحانْ
يا نبعَ عيني، أماهُ، كيفَ يُحتملُ
عيشٌ بلا عطرِكِ المسكوبِ كالغفرانْ؟
رحلتِ… لكنّ في أضلاعنا سكنٌ
وفي عيونِ الحنينِ الواضحِ الألوانْ
تبقينَ في الهمسِ، في الخطوِ، الذي رُسِمَ
على جدارِ الوريدِ… يا نُبضَ إنسانْ
27/06/2025 08:35 am 17