كنوز نت - بقلم: رانية مرجية


في برلمانٍ ماجنٍ… يشربُ نَخبَ الفاشيّة
بقلم: رانية مرجية
في برلمانِ الظلِّ، حيثُ الليلُ يُخفي ما يُقالْ
يقفُ “اليمينُ” بكلّ صَلَفٍ… ويهذي بالضلالْ
يخافُ من الزهرِ الصغيرِ، ومن غناءِ البرتقالْ
يحملُ كتابَ “قانونٍ”… لا يقرأُ إلا الاعتقالْ
صائحونَ كالعَصافيرِ، لكن دونَ أجنحةٍ تطيرْ
يلعنونَ الفجرَ إن لاحَ، ويهتفونَ للقبورْ
يحسبونَ الحبَّ خطراً، والسلامَ عدوَّ سورْ
يملأونَ القاعةَ شتماً… يشتهونَ الدمَّ والحُفَرَ الكسورْ
يا سادتي في اليمينِ… أنصافَ فكرٍ، وأصفارَ ضميرْ
ماذا فعلتم غيرَ نفخِ الكرهِ في صدرِ الزفير؟
غيرَ صراخٍ فارغٍ، ووجوهٍ من بلاستيكَ المصير؟
تُصوّتونَ على الجراحِ… وتخافونَ القصيدَ إذا يُثير!
لكنّ في الزاويةِ نوراً… لا تَغشاهُ الغيومْ
عربٌ هناكَ، يصيحونَ: لا! والحقُّ يقومْ
رافضونَ الصمتَ، والظلمَ، وسيفَ المحتومْ
يا سلاماً في ضجيجِ الكهفِ… يا حُلمَ الجنوبْ
أحمدُ يقفُ كالصنوبرةِ، لا تهتزُّ في الإعصارْ
وعايدةُ تبني بالكلماتِ جسورَ النهارْ
وأيمنُ يُفكّكُ حروفَ القتلِ، يُعيدُ تشكيلَ الديارْ
وإيمانُ في كلّ سؤالٍ… ترسمُ خارطةَ الانتصارْ
أنتمُ - يا مَن تحرّضونَ على الموتِ - ماذا لديكم؟
حكاياتٌ عن الخوفِ… وصناديقُ بلا عطرٍ ولا علمٍ
أما هُمُ، فصوتُهمُ شوكٌ في خاصرتِكم،
صوتُهمُ نشيدٌ… رغمَ الحصارِ والحُكمِ
فصفّقوا، صفّقوا لهمْ يا كُراسي الخشبِ المهترئةْ
أنتمُ تَجلبونَ القوانينَ… وهُمُ يَصنعونَ القضيّةْ
أنتمُ تَلعنونَ الحبَّ… وهُمُ يَصنعونَ البشريّةْ
أنتمُ لعنةُ هذا الزمانِ، وهُمُ نبوءةُ البقيّةْ