
كنوز نت -بقلم: رانية مرجية
يا مريمُ، يا أمي، ويا طُهرَ الأبد
بقلم: رانية مرجية
قد مرَّ أيارُ، وانقضتْ أيامُهُ
لكنَّ وجهَكِ في الضلوعِ كما وُعِدْ
في كلّ زاويةٍ صلاةٌ باسمِكِ
وفي العيونِ يُرفرفُ النورُ الأبَدْ
يا سيّدةَ الوردِ المعلّقِ في السماءْ
يا منبعَ النعمةِ، يا وهجَ الرجاءْ
شهرُكِ مضى… لكنّ حبّكِ في الدُعاءْ
باقٍ كما الإيمانِ في قلبِ الضعفاءْ
في كلِّ حارةِ قريةٍ كنتِ الحضورْ
كنتِ الندى، والخبزَ، والأمنَ العَطُورْ
ركضَ الصغارُ إلى الكنائسِ فرحةً
كي يَهتفوا: “مريمْ، لنا صدرٌ غفورْ!”
يا أمَّنا، إن غابَ أيارُ النَّدى
فأنتِ في أيّ الشهورِ لنا المدى
في حزْنِنا… في فرحِنا… في كلّ مَن
يَمدُّ كفَّهُ نحوَكِ، يلقى ما يُرِدْا
علّمتِنا كيفَ المحبّةُ تُرتَقى
بصلاةِ قلبٍ، لا بصوتٍ أو صَدى
وسكبتِ فينا الزيتَ من جُرْنِ السما
فأزهرتْ أرواحُنا… عطرًا وهُدى
يا نجمةً في الليلِ تمشي في الدُّجى
يا أمَّ من لم يلتقوا دفءَ الأمَدْ
يا بلسَمَ الجرحِ العتيقِ، وسترَنا
حينَ البكاءُ يُعرّي القلبَ الكَمَدْ
مضى أيارُ… ولم تَمُضِ الأمنياتْ
ما زالَ فينا صوتُكِ… والتراتيلُ البِدَاتْ
يا مريمُ، أبقينا على ذِكرى المُنى
شهرًا يَلي شهرًا… بحبّكِ والصلَوات
31/05/2025 11:02 pm 60