كنوز نت - بقلم: رانية مرجية


اللُّدُّ في كفِّ جدّتي... وأنا صوتُها
بقلم: رانية مرجية
سَقَطَ الزمانُ على الجراحِ مُفَجَّعًا
وتَشَقَّقَتْ أوتارُ قلبيَ مُوْجَعَا
يا أُمَّتي، لَمْ يَبْقَ منكِ سوى الدُّمى
مصلوبةً... والدمعُ فيها مُوضِعَا
كانتْ جديلتُها تُضيءُ شُرُفتي
وكانتِ اللُّدُّ الحبيبةُ مَرجِعَا
في كفِّها دارٌ، ومفتاحٌ، وصوتْ
يمشي على دربِ التهجيرِ مُوجِعَا
سارتْ، وخلفَ خطا المدى أحزانُنا
تَبكي الفُصولَ، وتحملُ الطفلَ الوَجَعَا
"لا تُلتَفَتْ يا صغيرَ قلبي، فالذي
خلفَ الجدارِ جهنمٌ لا تُقنِعَا"
مضَتِ القوافلُ، وانطوتْ أسماءُنا
وتَواطأَ الزمنُ المُهينُ، وأوجَعَا
في كلِّ خُطوةِ جدّتي مرارةٌ
وسؤالُ مَن خانَ القضيةَ مُبتدعَا
أنا ابنةُ النكبةِ، أنا صوتُ التي
خَبَّأتِ المفتاحَ كي لا يُنتَزَعَا
أنا من تَغنَّى الزيتُ في كلماتِها
ومن الكِتابِ كتبتُ نارًا مُرتَفَعَا
يا أرضُ، إن سقطَ الرفاقُ كرامةً

فالناجونَ نداءُ حقٍّ لا يُضَيَّعَا
أنا البقيّةُ، إن نسيتِ صحائفٌ
وجعي، فإني لا أبيعُ ولا أُبَتَّكَا
أنا لا أساومُ والرمادُ وسادتي
والكوخُ في قلبي قصرٌ مُتَّسِعَا
ما بين جدتي التي لم تنحنِ
وبيني، سِرٌّ لا يُباعُ ولا يُخدَعَا
هي لم تكن تاريخَ خُبزٍ يابسٍ
بل قِبلةً، وسُؤالَ شعبٍ ما انقَطَعَا
تركتْ لي الذاكرةَ/ البوصلةَ/ الرؤيا
وأنا سأُكملُها نشيدًا مُتْقَعا
فلتشهدوا يا مَن تبقّى من ضمير
أنّي على عهدِ الجُذورِ مُتَوَضِّعَا
وإذا سُئلتُ: "مِنْ أيّ بلادٍ أنتِ؟"
أقولُ: "من تلكَ التي في الكفِّ تُزرَعَا"