كنوز نت - حسن عبادي (شفاعمرو/ حيفا)


أعطني فنًّاً أعطِك شعبًا (38)                                              
حسن عبادي (شفاعمرو/ حيفا)
بدأت يوم 30 تموز 2019 بمشروع "لكلّ أسير كتاب" ومن خلاله عملت على إيصال إصدارات كتّابنا لأسرانا في سجون الاحتلال؛ وتواصل معي مباشرة الشاعر الشفاعمريّ نزيه نصر الله الذي زوّدني بعشرات النسخ من ديوانيه "ما زِلتِ ربيعي" و"حبيبتي للأبد" (وكانت الحلقة 2) واخترقت الجدران العازلة لتحطّ ترحالها بأيادي أسرانا خلف القضبان.
وها هي الفرصة تسنح لي لأشارك يوم الأربعاء 28 أيار 2025 بمعرض فنّي خاص بنزيه على هامش أمسية ثقافية للاحتفاء برواية "ظلّ أزرق" للكاتبة رنين زيدان جروس في شفاعمرو ورافقني الأصدقاء مصطفى نفاع وجميل عمرية.
لمست شاعرية نزيه في ريشته ولوحاته المميّزة؛ والهروب إلى الرمزية في ظل حرب الإبادة على غزّة، فغلّف طبيعته الخلّابة برمزيّة وغموض وأمل.
برز حضور الهويّة القوميّة، الثقافيّة والدينيّة المسيحيّة في رسوماته، ولكلّ لوحة حكاية تحكيها ورسالة مشفّرة تميّزها عمّا سبق.
شطح الفنان مع شاطئ عكا وشاطئ الطابغة/ بحيرة طبريا، ووجدت طبيعة بلادنا الخلّابة في لوحات سمّيتها ربيع فلسطيني وخريف فلسطيني.
لغزة وما يجري لأهلنا حضور في لوحة أخت تساند أخاها الجريح/ الشهيد وتحمله على كتفها، أم الشهيد، ربيع غزاوي.
رسم شباكاً قرويّاً، وأخذ بيدنا إلى صقيع الشمال، ولكن التفاؤل حاضر رغم البعد ومرارة الواقع عبر لوحة عشاء أخير آخر، ومنها إلى ربيع القيامة ولوحة نفق الحرية والأمل الرائعة.
ويبقى مفتاح العودة أصل الحكاية.

استخدم نزيه تقنيّة فنيّة، دامجاً بين الصنعة الشعريّة والرسم، عالج كلّ لوحة بريشته واستنطقها بحرفيّة.
 ملاحظة لا بدّ منها؛ حبّذا لو عنوَنت لوحاتك يا نزيه.
أبدعت صديقي.
 نعم؛ أقولها مرّة أخرى: "أعطني فنًّا أعطِك شعباً"!!