كنوز نت -  هَـنــادي عَـفَّــانـة


لي ذِكرياتٌ


أنا البعيدُ وفي قلبي وجعُ النِّسيانِ
أنا الغَريبُ والحَنينُ يقتُلُني في كُلِّ حينٍ و آنِ
أنا المَفقودُ وأحملُ داخلي بقايا إنسانِ
لي ذِكرياتٌ تُغرِّدُ على الشِّفاهِ وعلى كُلِّ لِسانِ
لي ذِكرياتٌ في حدائقِ الرَّاحِلينَ وكُلِّ بُستانِ
أتنفَّسُ معَ الياسَمينِ هواءً بنفسجيَّاً في نِيسانِ
أتذكَّرُ مَذاقَ حليبِ التِّينِ ورحيقِ الوردِ في بِيسانِ
لي ذِكرياتٌ على عَتَبات البيوتِ وجُدرانِ الجِيرانِ
ورائِحةُ الخُبزِ تخطِفُني معَ كُلِّ حجرٍ ودُخَّانِ
حتَّى سرى في قلبي سوادُ اللَّيلِ فأثخَنَ الشِّريانِ

أتذكَّرُ صوتَ أبي يُلقي منَ الشِّعرِ بيتانِ
الأوَّلُ لِوطنٍ جَريحٍ والثَّاني لِمواطِنٍ برُتبةِ إنسانِ
فرَّقَتْهُمُ الحُروبُ وتواعَدا مُجَدَّداً أنْ يلتقِيانِ
وما ألذَّ السُّكوتَ في لِقاءِ الأهلِ والأوطانِ
لقاءُ نَهارٍ تُزيِّنُهُ نُجومٌ تحمِلُ كُلَّ الألوانِ
والوليدُ يصرُخُ في وقتِ الصَّلاةِ والآذانِ :
اللّٰهُ أكبرُ اللّٰهُ أكبرُ ...! نَصراً على العُدوانِ
أنا مَنْ ماتَ ومَنْ ماتَ أنا، أنا الوجدانِ
أنا الشَّهيدُ ينهَضُ معَ الجسدِ مُجدَّداً وتتفتَّحُ العَينانِ
وكأنَّ وجعَ النِّسيانِ كانَ يُقيمُ حتَّى في الأكفانِ

  •  هَـنــادي عَـفَّــانـة