كنوز نت - بقلم رياض الزواحي 

بعد أكثر من ٢٠ عاما 

صنعاء التاريخ في حضرة الاستاذ صالح الزواحي 


                               
  • بقلم رياض الزواحي 


لم اكن لأتصور بان الأستاذ والمعلم صالح الزواحي سيقرر بعد اكثر من عشرين عاما من الغياب الحضور الى العاصمة صنعاء في زيارة خاطفة وقصيرة حاولت ان استجمع قوتي وامنع دموعي من الجريان في اللحظة التي علمت فيها بانه في الطريق قادما من مدينة تعز بعد ان تم اخيرا فتح طريق الحوبان امام ابناء المحافظة وتخفيف معاناتهم التي استمرت سنوات طويلة
صدقوني بالنسبة لي هي ليست مجرد زيارة عابرة بعد غياب أكثر من عشرين عاما هو لقاء فريد يعني لي الكثير لقاء بين صنعاء المدينة والتاريخ الاصالة وبين المعلم والاستاذ واخر الحصون المنيعة للتعليم والقيم والأخلاق والنزهة هكذا ارى تفاصيل زيارة عمي وابي واستاذي الأستاذ صالح الزواحي لصنعاء حاضرة التاريخ

أما الحديث عن الاستاذ صالح لا يمكن ان يكون حديثا عابرا ولا يمكن ان تكون الكتابة عن رجل بحجم عطائة ومبادئة واخلاقة تجربة سهلة ابدا كيف اتحدث عن أستاذ ومعلم ظل هدف حياته كلها نعم كلها بناء أجيال وأمة قوية تسموا وتحيى بالأخلاق وتتذوق شغف العلم من نبع القيم الإنسانية النبيلة 
هذه القيم التي جعلت الاستاذ صالح  
قيمة إنسانية فريدة و خليط نادر من النبل والاخلاق والإصرار على أداء رسالتة وواجبة تجاة الجيل واي هدف او رسالة في الحياة اسمى من رسالة يمكن ان يقدمها انسان من اجل بناء الإنسان؟

قد لا يعرف كثير من الناس في صنعاء من هو الأستاذ صالح وماهي مكانته في قلوب الناس 
لكن هناك الكثير والكثير من ابناء مدينة تعز يعرفون جيدا من هو الاستاذ صالح الذي عاش عقودا من الزمن في حقل التربية اولا والتعليم ثانيا وتنقل بين كثير من مدارس تعز كالفاروق و٢٦ سبتمبر وعقبة بن نافع ووو وكثير من مدارس تعز الكبيرة لكنه ظل كما هو لا يعرف السياسية و لا المجاملة همة الاول والاخير التربية والتعليم و تربية اجيال من الطلاب تحتاج لخوض الحياة بسلاح الايمان والاخلاق والقيم لتظفر بسلاح العلم وتواجهة مخاطر هذا العالم بكل مقدرة وقوة وثبات رغم كل التحديات 

اتذكر عندما كنت طالبا في المرحلة الإعدادية والثانوية في تعز ايام الغاء اعارات المدرسين العرب تاثر قطاع التعليم بشكل كارثي فبرز خطأ هذا القرار كما برز 
فساد الاحزاب التي حشرت الكثير من كوادرها الحزبية في قطاع التربية والتعليم في تعز وجعلت مستوى التعليم متدني الى أبعد حد 
في ظل ظروف مختلفة مر بها قطاع التعليم على مدى سنوات طويلة 


  لكن في حضرة الاستاذ صالح ظل مستوى التعليم ثابتا لم يتغير ظل في القمة فقط لانه الوحيد الذي لم يقبل المساومة على كفاءة المدرس ولم يقبل أن تدمر الحزبية مستقبل اولادة الطلاب ولم يقبل التفريط في الامانة أمانتة على مستقبل اجيال من الطلاب فخاض معارك كثيرة وشرسة مع قيادات تربوية كرتونية لا تنتمى لهذا الحقل إلا من خلال نافذة احزابها ومصالحها الشخصية ورغم كل التهديات والضغوط كان يرفض ويرفض ويصر وعينة قوية امام عين الصغير والكبير لانه يعرف انه على حق ولان (بطنة نظيفة) لاكبر او اصغر مسؤؤل في المحافظة او الوزارة او الدولة والكثير يعرفون هذا الأمر الذي جعلة اشهر وأفضل مدير مدرسة وابرز قامة تربوية نزيهة عرفتها مدينة تعز  
لهذا ظل الاستاذ صالح الزواحي طوال سنوات طويلة شامخا يحظى باحترام اجيال من الطلاب في تعز واعضاء هيئة التدريس في كل المدارس التي تولى ادارتها وإحترام وتقدير الآلاف من أولياء الأمور و احترام كل المسؤؤلين الذين تعاقبوا على إدارة وظائف حكومية كبيرة في مدينة تعز. 

خلال مسيرة الاستاذ صالح التربوية والتعليمية الطويلة عرف عنه استقلالة بشخصية ورسالته التعليمية فكان الوحيد من بين مئات الكوادر التربيوية الذي ليس له اي إنتماء سياسي او اي علاقة او ارتباط باي حزب لهذا لم يتقلد أي منصب تربوي كبير بالرغم ان الكثير من جيلة تقلدوا مناصب كوزراء في حكومات متعاقبة لكنه ظل يرفض الانتماء لأي حزب سوى حزب التربية والتعليم وحزب الأمانة في بناء جيل نقى يؤمن بالعلم كاساس في بناء الاوطان 

 لهذا أعتبر الكثير من قيادات وزارة التربية والتعليم وفرعها في تعز الأستاذ صالح الزواحي شوكة الميزان التي لم تنحرف أو تتجه الى أي إتجاه سوى طريق التربية والتعليم التزامنا بالأمانة والمسؤولية التي تحملها أمام الله 

وبالرغم من الضغوط التي كان يتعرض لها من كثير من المسؤولين وغيرهم 
 ورفضة الرضوخ لهذه الضغوط كان كافة المسؤؤلين والمحافظين المتعاقبين على إدارة تعز ومدراء الامن ومدراء العموم ورجال المال والأعمال يحرصون أن يسجلوا أبنائهم عنوة في مدرسة يديرها الاستاذ صالح بالرغم انه شديد في إدارته ولا يتساهل أبدا في الدراسة ولا يقبل لا هدية ولا أي شيء مقابل التفريط في الامانة او التساهل في مسألة الغش مثلا او المجاملة لاي مسؤؤل حتى لو انطبقت السماء على الأرض ولا أريد أن استرسل في الحديث عن امور يعرفها كل من عاشوا او تتلمذوا على يد الاستاذ صالح الزواحي الذي لا تنفع معه وساطة محافظ ولا وزير ولا صديق ولا قريب ولا اي شي قد يجعلة يفرط في الأمانة التي حملها أمام الله والأجيال

  وقد كنت احد طلابه في مرحلة من المراحل في مدرسة عقبة بن نافع وكنت ارتعب من فكرة أن اخيب ظن عمي الاستاذ صالح بي أو أكون طالبا دون المستوى لكن في نفس الوقت كنت فخور جدا بل افاخر العالم أجمع واحمد الله تعالى ان الاستاذ صالح الزواحي استاذي ومعلمي ومازلت احمد الله تعالى أن كنت احد طلابه وساظل فخور حتى اخر يوم في حياتي
 وغيري الكثير من الطلاب تجدهم اليوم في كثير من المناصب والمرافق يحملون مشاعر الامتنان والفخر لانهم تخرجوا من مدرسة الاستاذ صالح الزواحي وأنعم بها من مدرسة ظلت حامية وزارعة للقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والتعليم الممتاز لسنوات طويلة وكانت ثمارها يانعة على طلاب وكل مجالات الحياة في المجتمع
  
لهذا مستحيل أن تشاهد اليوم مثلا أحد زملاء أو طلاب الأستاذ صالح محاميا فاشلا او طبيبا مستهترا بحياة المرضى أو رجل أعمال فاشلا أو محتكرا لأقوات الناس او موظف مرتشي بليد عديم النخوة والكرامة او مهندس فاشل في عملة 
تاكدت من هذا الامر عندما زارنا الاستاذ صالح زيارته المباركة كان هدفه الاول والأهم زيارة بعض زملاء دراستة الجامعية في جامعة صنعاء كان حفظة الله مشتاقا لرؤيتهم بشكل كبير فقد استقروا في صنعاء منذ سنوات طويلة وانقطعت اخبارهم لأن الاستاذ صالح الزواحي لا يقتني تلفون محمول طوال حياته سوى تلفون عادي ابو زررات كما يقولون منذ اسابيع فقط فاستطاع عبر بعض المعاريف من التواصل مع بعض اصدقائة وطلابه الذين هم اليوم في مكانة اجتماعيه كبيرة وبعظهم قد استقر في الخارج سالني خلال زيارته عن بعض اصدقائة ومعارفة سالني عن مدين ياسين وعن رمزي اليوسفي وعن نبيل العراشي وعن الافندم سامي المهتدي وعن كثير من معارفة الذين لم اعرفهم كما التقى ببعض اصدقائه ورفاق دربة وكان حفظة الله في غاية السعادة معهم منهم الاستاذ عبدالله احمد المتوكل والكابتن جميل الحمامي والأستاذ عبدالله اسماعيل المتوكل وايضا التقى بالدكتور أو البرفسور عبدالوهاب الخولاني طبيب الأسنان الاشهر في العاصمة صنعاء والأستاذ جمال طربوش وزار ابن عمي حسين ناصر الزواحي وقد حضرت معظم هذه اللقاءات الحميمية وكانت غاية في صدق المشاعر 
تاكدت من أمرين مهمين خلالها 

الاول
 شعرت بأن الإنسان يضل سعيد ومتعافي وقوي باصدقائة ورفقاء دربه والصالحين والاوفياء في زمن قل فية الوفاء ولم استغرب أبدا بان يتجشم الاستاذ صالح عناء السفر ليلتقى احب الناس إليه زملائة وطلابة 
الامر الثاني شعرت وتاكدت 
بان أصدقاء وزملاء الأستاذ صالح الزواحي اناس ولدوا كبار و عاشوا كبار وبنوا حياتهم بشرف وأخلاق ونزاهة واهتمام ومثابرة ومثلوا جيل نفتخر به بكل تفاصيل الكلمة فاصبحوا هم التجسيد الحقيقي من خلال تعاملهم ومسيرة حياتهم وسمعتهم العطرة لكل القيم النبيلة التي فطر عليها الإنسان السوي 

طبعا هناك أمور كثيرة احب ان اتناولها عن الأستاذ صالح الزواحي و امور تمنيت لو اني قمت بها منها مثلا ان اتشجع واحتضن عمي وابي وتاج راسي الأستاذ صالح واقبل راسة وحتى اقدامة لكن لم استطع فمازالت هيبة حضورة تجعني اتلعثم حتى في الكلام معه كما كنت سابقا ايام الدراسة عندما كنت ارتعد خوفا واحتراما اذا مر صدفه من امامي في طارود المدرسة انا وغيري من الطلاب وحتى المدرسين احيانا لهذا اسأل الله تعالى ان يلهمني الشجاعة لاتمكن من القيام بهذا الامر في لقاء قادم يكتبة الله لنا في المستقبل بحولة وقوته واسأل الله تعالى ان يحفظ الاستاذ صالح ويطيل في عمرة ويجزية كل الخير على ماقدمة من جهد وعناء وتعب لسنوات طويلة افنى فيها شبابة من اجل الحفاظ على الأمانة وبناء جيل وأمة كريمة بشرف دون أن يحصل على أي شيء من فتات الدنيا سوى الاجر من الله تعالى وإحترام وتقدير الكثير من الناس في تعز واليمن عموما والحمد لله عاش مؤمنا صادقا ومعلما شامخا مرفوع الرأس ومازال فسلام الله عليك استاذنا الفاضل يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا ....

قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا