كنوز نت - محمد البريم 

مبتورو الأطراف والحرب على غزة

  •  المهندس: رائد عبد الفتاح مهنا

أدت الحرب المستمرة على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي  لتصاعد  أعداد من فقدت أطرافهم في هذه الحرب الأكثر اجرامية على شعبنا الفلسطيني كما فاقمت من معاناتهم  بفقدان أهم مركزين للأطراف الصناعية في القطاع حيث كشف مدير وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل في وزارة الصحة في قطاع غزة، سامي أبو عويمر، إن عدد الذين فقدوا أطرافهم بسبب الحرب المتواصلة في القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) يقدر بالآلاف وتابع في حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»: «لا أرقام دقيقة في ظل الوضع الحالي، فالشمال مفصول عن الجنوب وهناك الكثير من المواطنين سافروا للخارج، لكن الأرقام ستكون صعبة وصادمة، هناك أشخاص تم بتر أطرافهم مباشرة وآخرون بُترت أطرافهم لاحقاً بسبب مضاعفات حدثت في الأطراف مثل سوء التروية والتسمم وبعض المضاعفات التي تجبر الطبيب على اللجوء للبتروأشار إلى أن هناك مركزين في قطاع غزة للتعامل مع مبتوري الأطراف، وهما مركز غزة للأطراف الصناعية ومستشفى حمد للأطراف الصناعية، وكلاهما خارج الخدمة ولا يوجد أي خدمة أطراف صناعية في قطاع غزة بأكمله، فخدمات التأهيل غير موجودة ولا يوجد منشآت طبية ولا مواد خام لتصنيع المواد اللازمة لهذه الفئة.
وبدأ إنشاء أول نموذج أولي للهيكل الخارجي " الاطراف الصناعية بواسطة شركه جينرال الكتريك بالتعاون مع الجيش الامريكي في ستينيات القرن الماضي ويحتوي على ثماني مفاصل وقضيتين منفصلتين بشبكات هيدروليكية والاكترونيه. وحسب التقنيون ان البدله الخارجية تساعد الشخص على رفع حمولة تزن حوالي 110 كيلو جراموتُستخدم الهياكل الخارجية الحديثة في العديد من المجالات  بدءًا من إعادة التأهيل  الطبي وحتى الإنتاج الصناعي، علماً انه  تم تصنيع الهياكل الخارجية أو المعروف لدى مصنع فورد للسيارات (سترات اكسو) لخط الإنتاج في تجميع السيارات ذات الاوزان الثقيلة ولهذا السبب تم اتخاذ قرار  بإدخال الهياكل الخارجية من انتاج شركة فورد ، وتم تصنيعها ذوي الطول المتوسط  وتميزت بأنها خفيفة الوزن ومريحة بعد أن قاموا العاملين بالمصنع بتجريبها، عند تثبيت الذراع في الموضع العلوي مما يقلل بشكل كبير من الحمل على الذراع والجسم ككل، وبناء على ذلك ليشعر العمال بالتعب و يمكنهم أداء العديد من إجراءات العمل أكثر من المعتادEkso Bionicsكما تمنح الهياكل الخارجية الشخص القوة والقدرة علي التحمل فحسب بل تساعده أيضا علي الوقوف علي قدميه مرة أخرى وشعور بأنهم يسيرون بقدمين عاديينوسوف يشهد نمو هذا السوق بسرعة خلال السنوات القادمة، وذلك للطلب المتزايد على الهياكل الخارجية وذلك لعدة عوامل منها:زيادة عدد السكتات الدماغية في جميع أنحاء العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية على مدى سبعة عشر عام الماضية وارتفعت مخاطر الإصابة بنسبة 50% ، وفي الوقت الحالي يتعرض واحد كل أربعة أشخاص للخطر الإصابة به خلال حياتهم .وتستخدم الهياكل الخارجية في إعادة تأهيل الأشخاص يعانون من  اضطرابات الحركة بعد السكتة الدماغية ، حيث أن هذه الأجهزة الطبية  المساندة يمكن أن تغير حياة الأشخاص ذوي الاعاقة مما يسمح لهم بأداء مهامهم الأساسية مثل الأكل والشرب وحي الكتابةالعامل الثاني  هو تزايد عدد المسنين في العالم وذلك حسب شركة Research Verified Marketالمتخصصة في احتياجات السوق وتحليل البيانات ، أن من الفترة الحالية إلى  2050 ستضاعف نسبة كبار السن في شمال أفريقيا وغرب اسيا وجنوب آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وشرق آسيا .ونخص بالذكر ان  العامل الاهم في ذلك عدد الحالات  البتر والإعاقة بسبب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة  التي بلغت حوالي خمسة آلاف حالة بتر ومن  جميع الفئات العمرية وخاصة منها أطفال المستقبل .ومن المهم الإشارة إلى أن الهياكل الخارجية عبارة عن آلة متحركة تعمل باستخدام نظام من المحركات الكهربائية و الرافعات والمكونات الهيدروليكية وغيرها من الحلول التكنولوجية و ذلك لتقليل جهد مشى ، مما يقلل بتر فوق الركبة ما يساعد  الآلاف على الحركة  ونوعية حياتهم ، ويرجع ذلك في إزالة جزء من  عضلات الساق أثناء الجراحة ويعمل أيضا مبتورو الأطراف فوق الركبة بجهد اكبر اثناء المشي عن طريق إجهاد أطرافهم  المتبقية وعضلات أطرافهم السليمة للتعويض عن نقص الطاقة من الطرف الصناعي ، لذلك الهياكل الخارجية تعمل على استعادة الوظائف البشرية وتوفير الطاقة الإضافية حتى يصبح المشي طبيعيا أو أقرب ما يكون إلى وجود ساقين  طبيعيين و توسيع نطاق الحركة .تتميز الهياكل الخارجية  بغطاء خارجي مصمم بحيث يمكنه تقديم الدعم والحماية للجسم ثم يضمن بشكل أساسي بحيث يمكنه تعزيز القدرات البدنية  لمرتديه وتوفير الأمان والحماية ويتم دمجها مع أجهزة استشعار ، وأيضا تكون هذه الهياكل مقاومة للماء