كنوز نت - بيان


بيان صادر عن جمعيّة نساء ضدّ العنف حول جريمة قتل الشابّة فاطمة ديراوي 

إن جريمة قتل الشابّة فاطمة ديراوي، التي فقدت حياتها في أوج شبابها، ليست مجرّد جريمة فرديّة منعزلة، بل تجسيدًا للواقع القاسي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في الداخل عامةً والنساء خاصةً. فالنساء في مجتمعنا تُقتلن ببساطة لأنهن نساء، ويتعرّضن لكافّة أشكال العنف. نعم، القتل يمثّل ذروة الجريمة، فهو ملخّص الاعتداءات بكل أشكالها ضد النساء قولًا وفعلًا في ظلّ المجتمع الذكوري القمعي والاضطهادي، وتحت سيطرة السلاح المنتشر، الإهمال والتقاعس المستمر والممنهج.

نجد أنفسنا اليوم في مأزق كبير بحيث لا نستطيع التنبؤ بما سيأتي، فبعد أن فقدنا فاطمة، يمكن أن نكون نحن التاليات، بجو من الفلتان وعدم وجود رادع او إنفاذ لقوانين الحماية.

عندما نشير إلى أن الاحتلال هو أصل الانتهاكات، فنحن نقصد ذلك بكل تأكيد. الاحتلال ليس همّه حمايتنا، بل على العكس تمامًا، إذ يستمر في انتهاك حقوق الفلسطينيين دون مراعاة. تقاعس الشرطة والأجهزة الأمنيّة، وحتى تواطؤها في انتشار آفة العنف والجريمة، يمثل سبب ومحفزًا لاستمرار هذه الجرائم، فهذا التقاعس ليس ناتجًا عن سهو عابر، بل هو متعمد وممنهج.


فاطمة ديراوي فقدت حياتها هذا الصباح. فمن تكون التالية؟


في أعقاب مقتل السيدة فاطمة ديراوي، مبادرة "خطوط حمراء": 

لمعالجة العنف والجريمة علينا طرح كل انواع العنف التي لا يتم التعامل معها، منها العنف الأسريّ والعنف بين الأزواج. 
القتل الشنيع الذي وقع صباح اليوم في ابو سنان، يذكرنا أنّ مستويات العنف والجريمة في المجتمع العربي، لا تقل إنما في حالة ازدياد. للتعامل مع هذا الملف يجب تفكيك مركباته، وخلق أوسع اطار للتعامل معه. 
في مبادرة خطوط حمراء نضع في صلب اهتمامنا محاربة الظاهرة من باب العنف الأسري، من خلال التعاون مع عدة اطر منها المنظمات النسوية، المستوي الحكومي العام، جمعيات مجتمع مدني، والقطاع الإقتصادي. 
يهمنا في هذا السياق توعية النساء للمسارات التي يمكن التوجه اليها في حال تعرضت إلى عنفٍ، ويهمنا أكثر مساعدة الجمهور في الإبلاغ عن حالات عنف كانوا على إطلاع عليها، فالقول أنّ صراخ الضحيّة سُمع بالحيّ هو قتلها مرة ثانية!