كنوز نت - باقة الغربية


ارتقاء الأسير المريض وليد دقة، من باقة الغربية داخل مستشفى"آساف هروفيه

كنوز نت - وفا -  أعلنت هيئة شؤون الاسرى ونادي الأسير، مساء اليوم الأحد، في بيان مقتضب، عن استشهاد المعتقل المريض بالسرطان وليد دقة (62 عامًا) داخل مستشفى "آساف هروفيه" من مدينة باقة الغربية بأراضي الـ48، جرّاء سياسة الاهمال الطبي المتعمد "القتل البطيئ التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.

وتدهور الوضع الصحي للأسير وليد دقة منذ شهر آذار/ مارس من العام الماضي، أي قبل ثلاثة أشهر من موعد تحرره السابق، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد، وقصور كلوي حاد، إلى جانب إصابته بسرطان التليف النقوي في 18 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2022، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، والذي تطور عن سرطان الدم الذي شُخص قبل نحو عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.

في شهر نيسان/ أبريل من العام الماضي، خضع الأسير دقة لعملية جراحية جرى استئصال جزء من رئته اليمنى، ثم جرى نقله إلى "عيادة سجن الرملة"، وفي 22 مايو/أيار تعرض لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال، بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدا، والتلوث، وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة، بسبب قصور ملحوظ في عضلة القلب، وبعد ثلاثة أيام أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى "عيادة سجن الرملة"، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل مجددا إلى مستشفى "أساف هاروفيه"، ثم أعيد إلى الرملة.

تعرض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال للاستيلاء على كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي.

واعتقل الأسير دقة، في 25 من آذار/ مارس 1986 إلى جانب مجموعة من رفاقه وهم: إبراهيم أبو مخ، ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة.


يذكر أن الاحتلال أصدر بحقه حكما بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقًا بـ37 عامًا، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عامًا.

يُشار إلى أن دقة أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، وعددهم 24 أسيرا، حيث اعتقل في 25 من آذار/ مارس 1986، وارتبط عام 1999 بزوجته سناء سلامة، وفي شباط 2020، رزق وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة.

وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".

وارتفع عدد الشهداء في سجون الاحتلال إلى 14، منذ بدء العدوان على شعبنا في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وباستشهاده ترتفع حصيلة شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 251 شهيدا.ميلاد الجميلة هي الابنة الوحيدة للأسير المفكر وليد دقة الذي ارتقى داخل السجون الاسرائيلية اثر اصابته بالسرطان بعد قضاءه 35 عاما



ينعى التجمع الوطني الديمقراطي بهيئاته وكوادره الرفيق المناضل والأسير الشهيد "وليد دقة" 

تلقينا الخبر الأليم ببالغ الحزن والأسى، ونعتبر في التجمع الوطني الديمقراطي استشهاد الرفيق وليد هو نتاج عملية الإعدام البطيء التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين من خلال الإهمال الطبي وظروف الأسر الصعبة، والتي تجعل التعامل مع أي مرض مستحيل. 

كان وليد دقة مناضلًا عنيدًا وشغل منصب عضو لجنة مركزية سابق في التجمع، وله من البصمات على الحركة الوطنية والأسيرة والعمل السياسي الكثير، إلى جانب كون المرحوم أديبًا وكاتبًا وأحد اعمدة الفكر السياسي في السجون وخارجها. 

نطالب، نحن في التجمع الوطني الديمقراطي، بتحميل إسرائيل مسؤولية جريمتها ضد وليد وجميع الأسرى جراء إهمالهم الطبي، وتقديم كل المسؤولين للمحاسبة، وفرض هيئة دولية تراقب أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتهتم بتلقيهم العلاج والدواء والرعاية الطبية اللازمة، وتمنع إسرائيل من تعذيبهم والتنكيل بهم.