كنوز نت -  بقلم قرار المسعود

حتمية رئاسية الجزائر 2024

         

إن الحدث الذي تقرر إجرائه في الثامن من شهر سبتمبر المقبل، يتطلب كلاما، لأن العمل تم شرحه و معرفته و إلْتماسه بالقدر الكافي و إدراكه و ما تيقن منه المجتمع الجزائري خلال الفترة الرئاسية 2019 – 2024.

فما يتطلبه في هذا السياق، أن يعلم جميع المشككين و الذين في قلوبهم غل، أن المنهاج الذي تسير به البلاد أصبح من مكملات مبادئ نوفمبر و الباديسية، بلا رجعة فيه ولا غيره من سبيل. يا قادما لقصر المرادية أو معيدا له، إعلم أنه مهما يكن الوضع فإن الشعب الجزائري لم يعد كما كان لا يفهم في الأمور المدسوسة و المدبرة، فالفترة الجديدة لحكم البلاد و الوضع في الساحة زاد النظر توسعا بمقارنة ما يشهده في المحيط الداخلي و الخارجي و أدرك يقينا أن بناء الدول لا يرتكز على الشعارات و التأييد لفئة من أجل أغراض محدودة و أن الإعلام المغشوش و المستورد بالمغريات لم تعد له فائدة و لا تأثير في نفس المواطن الجزائري و اعلم أيضا أن الدولة لن يكون لها استقرار بدونه (أي المواطن) و مساهمته بما يملك من قدرات و وسائل يفيد بها بلده، و أصبحت فرض عين و لا يستطيع العيش بدونه و لا يتخلى عنه مهما كان الحال.
        

 فهذا المواطن الآن يناشد بعض المزامير و المهرجين من الداخل و الخارج أن وعي الفرد تجاوز هذه المسرحيات البهلوانية و لم تعد تأثر في نفسه شيئا. إن ما تقرر بخصوص العهدة القادمة سيشرح لهولاء إن شاء الله الدرس الأخير و يعطيهم عطلة أبدية. لأن النمط الذي ستقدم عليه البلاد لم يعد مجرد مبادرة من منتخب أيا كان و في أي منصب كان بل يصبح بعهد و عزيمة مشاركة المواطن الفعالة في كل ما يتعلق بشأنه و يقول لمَنْ أحسن هذه مهمتك و مَنْ تقهقر لا مكان لك في التسيير. فيا أيها المتقدم إلى كل إستحقاق إعلم أن المنصب المبتغى لن يكون بالشكل الماضي بل الصوت الحلال المزكى بالضمير الحي و نظرة المشارك في بناء وطنه لا غير.
         
و من هذا المنظور و المشهد المقنع الذي تمر به البلاد، أدعو إخواني في خارج الوطن بل في كل مكان، أن البلاد يبنيها الجميع، و يعيش فيها الجميع، و يساهم في إستقرارها الجميع، لأنها تتسع للجميع، ويطمئن فيها الجميع، و يحلو فيها النوم للجميع، و لا بديل للجميع عنها. و لعل ما تم التطرق اليه في مقال لي تحت عنوان "أيها الرئيس المنتضر" نشر قبل رئاسيات 2019 بثلاثة أشهر حقق حلم المواطن الغيور على وطنه و مبادئه. و انا اليوم على يقين راسخ أن الرؤية التي تسير بها البلاد تمخضت من تجربة و صدق و ايمان أوساط الشعب على غير سابقاتها.