كنوز نت - الشاعر هنادي عفانه ال خموس
وَجَــعٌ ...
وجعٌ كادَ أنْ ينهضَ معَ عليٍّ فأدركَهُ مُعاوِية
كسيفٍ ماضٍ بقلبِهِ الحادِّ إلى الهاوِية
وجعٌ يقطعُ أوصالَ الخارِطةِ الواحِدة
و يُحطِّمُ جِدارِيَّةَ اللُّغاتِ الآراميَّةِ و القافِية
وجعٌ يُشيدُ مُدُناً منَ المِلحِ كقومِ عادٍ و ثمودَ البائِدة
فلا يدخُلُها إنسٌ أو جانٌّ أو ملائِكة
خُيولُها منْ رمادِ النَّارِ و فُرسانُها زَبانِية
فُصولُها كُثبانٌ رمليَّةٌ و رِياحٌ عاتِية
تَهدِمُ قواعِدَ التَّصريفِ و التَّعريفِ بالآلِهة
وجعٌ يُصافِحُ كفَّاً روميَّةً ترعرَتْ على فخذِ جارِية
أنجبَتْ مَنْ جاسوا البِحارَ بأمواجٍ عالِية
يا كاتِبَ التَّارِيخِ مَهْلاً فسُطورُكَ فارِغة
سنكتُبُ : إنَّ وجعَ مُحمَّدٍ (ص) في الحِجازِ مُقيمٌ و تجاوزَ البادِية
و إنَّ ابنَ يعقوبَ في المحروسةِ يستظِلُّ بالدَّردارِ ينتطرُ القافِلة
و إنَّ ابنَهُ عِمرانَ تحتَ الشَّجرةِ باتَ ذا روحٍ وحيدةٍ خائِفة
و إنَّ أيُّوبَ أشعارُهُ في بساتينَ مقطوعةِ الظِّلِّ تائِهة
وجعٌ على أُهبةِ الفجرِ يتفجَّرُ غضباً بكُلِّ ثانِية
فجُرحُ الأنبياءِ ما زالَ راعِفاً و الحِجارةُ تحتَ أقدامِهمْ ناعِمة
يصرُخونَ : ،،،،القُدسُ قِبلتُنا و لولا أمرُ اللّٰهِ لَكانَتْ كعبتُنا و بيتُنا الحَرام ……
و وجعُ عليٍّ في الهَزَعِ الأخيرِ منَ اللَّيلِ ما زالَ يُرافِقُ مُعاوِية
هَـنـــادي عَـفَّـــانـة .
23/01/2024 07:40 pm 396