كنوز نت - شعر مصطفى معروفي


دمي جهة للأيائلِ

  • شعر مصطفى معروفي
ــــــــــــ
ها أنا واقف عند بئري
أشنف سمع المدى
بمديح مياه الطفولة
أجني الأساطير من نخلة الله
أرسم قافلة للخضير البهيِّ
على وجنة النهر
أدرك أني وكل مدار مجيد
نشكل مفتتحا متقنا لطقوس
تخص قبائلنا الوثنية
ها هو ذا الليل يقترف الهمس
يخرج متكئا من هلام البحارِ
على موجة
يعلك الملح مختزلا لرؤاه
بكل اقتدار
أحلْتُ عليَّ غلاظ المراثي
دمي جهة للأيائلِ وقتَ الظهيرة
ذات العيار الثقيلِ
إذا سرت نحو الأقاليمِ
خبّأتُ في معطفي نجمة فارهةْ...
أنا عابر في الهشاشة
للطير عندي براحٌ
وللغيم متّسََعٌ
ما يشد انتباهي هو الطقسُ
في ذروة الأرض
يأتي الحقول على قدَم واحدةْ...
سيدي
خذ لك الطين نافذة
واسترح بين أكنافه
كي ترى الكون يمشي أمامك
وهْوَ كما هوَ في عريه السرمديِّ.
ـــــــــــــــأماكن لا تخلو من فوضى راقية
شعر مصطفى معروفي
ــــــــــــ
أوقفهاالرجل الحجريّ
وقال لها:
"أيتها المشبوبة بالريحانِ

لأنت يقين مطّردٌ
يحفر في زمن الشكِّ
إقامته المنبسطةْ"
أعرفها تلك المرأة
خلال السبت الفائت كانت تنظر
في خاتمها اللأزورديّ
وترقص
ثم هي تنوسُ
رأيت على يدها طيرا تُسقِط
بللا ذا رائحة قصوى من هامتها
فوق الأرض
تراجع في الريح مراوحها
وتحاول فتق قميصِ مدارٍ
غيرِ تليدٍ
أتذكر حينئذ أني صرت حفيّاً
بسلالات الماء
أدوّن في خاصرة الابراج القدسية
اسماء كواكب تتولّدُ
وأماكن لا تخلو من فوضى راقية...
آهٍ
يشتعل هباء مشبوب العاطفةِ
على ذقن الطينِ
فيتهيّأُ لي أني أدخل للفردوس
وأتبرّك بالفيضات الغضة ضربةَ لازبْ.
ــــــــــــــــــــــــ
مسك الختام:
أنـــا شــاعــرٌ قــلبه واســعٌ
بــداخله الحبُّ للناس يثوي
وصافٍ فحتى الغدير النميرُ
يــدين بــكلِّ الولاء لصفوي
ولي شيمةُ الشعراء الكرامِ:
سلوكٌ بسيطٌ وراقٍ وعفْوي
مسك الختام:
وأثــقــل مــا نــاء الــكريم بــحمله
هو الاحتياج الماسُّ للوغد في حاجَةْ
ومــا حزّ في البيت العتيق كمجرمٍ
بــلا وازعٍ بالسحتِ قد جاءه حاجّهْ