كنوز نت - غزة - كتب: رامي الغف*


تعالوا نعمل على ترتيب البيت الفتحاوي

  • كتب: رامي الغف*
إن إختيار قيادات ومسؤولي حركة فتح، ليس بالأمر المستحيل، لأن فتح حركة ولاده بإناس مؤهلين قياديا وتنظيميا ونفسيا ومعنويا، وأن المشاكل المستعصية في فتح تقتضي إنهاء كل أنواع الفتونه والمحاصصات والمشاركات المبنية على الإصطفافات والمساومات غير المسؤولة، وعلى هذا الأساس فإن إختيار عناصر كفوءة وأمينة وحريصة ومستقلة بات ضرورياً للحكم والمسؤولية في حركة فتح في المرحلة القادمة بعد إنتهاء عملية التجاذبات والإنقسامات في صفوفها، وخاصه ونحن نتحدث عن إستحقاق إنتخابي قادم. إن تحقيق الإستقلالية للإدارات الحاكمة في فتح، وإستقرار قراراتها الوطنية هو الحل الأنسب للنظام الديمقراطي في فتح، وهو الطريق الأسهل للحد من محاولات التدخلات من هذا القائد أو ذاك، وأسلوب ناجح لإنهاء تشويش ( المشككين المهترئين ) على التوجهات الديمقراطية، ويمكن أن يعتبر منهج راحة لجميع الكادر التنظيمي الفتحاوي المشاركين في العملية التنظيمية داخل مؤسسات فتح أو خارجها، والتي يمكن لها أن تؤدي أدوار بناءة ومفيدة في مجال تحقيق ترتيب البيت الفتحاوي، وإندماج يساعد على إتخاذ القرارات المصيرية الصعبة التي تتعلق بمستقبل فتح وديمومتها وإستقرارها.
إن التطور الحاصل في العملية التنظيمية لفتح، يدعونا ككادر فتحاوي مثقف اليوم إلى تطوير آليات هذه العملية، ومحاولة إيجاد فهم جديد يساعد على التخلص من آليات المحاصصات المذمومة، أوالمشاركة غير المبنية على إستحقاقات حقيقية، ويجب أن تستبدل آلية المحاصصات هذه بإختيار عناصر قادرة على أن تتخذ قرارات وطنية ذات أبعاد تتسم بالإستقلالية وتمنح الكل الفتحاوي فرصة تحقيق تقدم ملموس في كافه المجالات التنظيمية، ولابد للمشاركات المبنية على الأبعاد العنصرية أن تنتهي لتتخذ الحالة التنظيمية، أبعاداً وطنية جديدة تكون أكثر ملائمة للحياة الديمقراطية الفتحاوية، يمكن أن تمكنها من تحقيق الإستقلال في العمل المهني والإداري، وتكون في نفس الوقت قادرة على أن تبعد شبح العائليه والعشائرية والمناطقيه والحزبية العمياء الدكتاتورية الفردية أو أية دكتاتوريات فرديه حزبية أخرى.
ومن هذا المنطلق يمكن لنا أن نعبر الحواجز التي تحول دون تحقيق مشروع فتحاوي وطني حقيقي، كما أن آلية إختيار الكوادر التنظيمية يجب أن تتم بمعزل عن التدخلات من هذا الشخص أو ذاك، وعلى الأشخاص أن لا يتدخلون في عملية التعيين، لأن ذلك يعتبر من الظواهر السلبية التي يمكن أن تؤثر بوضوح على سير العملية التنظيمية، ومن الضروري أن يخضع طريق الإختيار الى المواصفات الإدارية والمهنية، وأن تتشكل لأجل ذلك لجان من الخبراء والمستشارين الإداريين والمهنيين تساعد على إختيار هياكل متقدمة لإدارة قيادة فتح، وكلما كان الإختيار جيداً وصائباً كان أفضل.
لقد أدرك أبناء فتح بأن مخاطر المحاصصات والمشاركات غير المجدية والمستندة الى إرادات وأهواء شخصيات بعينها هو هدم للأصول الديمقراطية، وطريق سئ لوصول أفراد غير لائقين، وإن هذا المخاطر ستلحق الضرر البالغ بالإستحقاق التنظيمي الديمقراطي وبالإرادة الشعبية الفتحاوية.
إن إختيار قيادة مهنية وإدارية فتحاوية بعيداً عن حركات الإلتفاف كفيل بإنجاح عمل فتح وإدارة شؤونها، وكفيل بالقضاء على كافة التوجهات العنصرية والفئوية الضيقة، ويساعد في فسح المجال أمام الكوادر لتغليب المصالح الوطنية العليا لفتح، على جميع أنواع المصالح الضيقة، ولقد أصبح واضحاً بأن الإدارة المهنية أجدى وأنفع من كل انواع المحاصصات والمشاركات التي تقوم على مبدأ المساومة. إن الإستمرار في توزيع الأدوار على أسس فئوية أو عشائرية أو طائفية وعنصرية لايخدم الأبعاد الوطنية الإستراتيجية لحركة فتح، ولابد من إحداث تحول في آليات تلك الإختيارات وإعتماد المهنية والكفاءة والإستقلال لإبعاد تركات الماضي التي زرعتها القيادات الفتحاوية التي لاتريد الخير للحركة وأباءها، وإيقاف كل أنواع التدخلات الشخصيه.
إن فتح بأبناءها وكوادرها وقادتها قادرة على رفد العملية التنظيمية الفتحاوية، برجال أكفاء يتمكنون من إدارة فتح، من دون حاجة إلى خيارات فئوية ضيقة وعنصرية عمياء، وقادرة في الوقت نفسه على تحقيق النجاح وفق مبدأ العدالة وإحترام حقوق ابنائها، ولقد أثبتت الظروف أن المحاصصات والمشاركات المبنية على أسس المساومة كانت دائما ما تتم على حساب مستقبل فتح وابنائها المناضلون.
إننا بحاجة لأن نصارح أنفسنا ولو لمرة واحدة "وبلاش مثل ما يقولوا ننافق ونداهن حتى تقع الفأس بالرأس مرة أخرى ونقع في البئر ولا نخرج منه أبداً" فحركة فتح حاجة إلى ثورة تغيير وتطوير وتطهير وتجديد دماء وتفكيك لمنظومة التوريث وهي بحاجة إلى عملية تطعيم بكفاءات وعقول مؤهلة ومدربة كي تنهض بهذا التنظيم الأم، ومشورة الكفاءات والمواهب والفطاحله الذين غيبوا واستبعدوا من العمل التنظيمي ، ففتح اكبر منا جميعاً ورفعتها وازدهارها وتقدمها لن تتم إلا من خلال سواعد شابة مؤهلة، خاصة وكما ذكرنا ونحن أمام استحقاقات انتخابية قادمة تتطلب استغلال وتوظيف الكفاءات والعقول المهمشة والمستبعدة أكثر من استغلال الطاقة والمياه.
إن فتح اليوم بحاجة ماسة لصياغة رؤية جديدة لمستقبل هذا التنظيم العريق، فهذه صرخة للقائد الرئيس محمود عباس، على أن يتم من خلالها التخلص من كل العوامل التي تعيق مسيرة التقدم والنجاح في فتح، والعمل على إعادة الخبرات والكفاءات التي غيبت واستبعدت وهمشت بسبب الولاءات لهذا وذاك، فجلست هذه الكفاءات في بيوتها بعد أن شعرت أنها لا مكان لها وسط هذا السباق والزحام الغير بناء، فالكل يدرك أن هناك العديد من الإخوة والأخوات وخاصة في المؤسسات والمفوضيات والدوائر والأقاليم في فتح، والتي لم تعطي وتنجز وهي بحاجة إلى قسط من الراحة ومغادرة هذه المناصب لان العمل هو تكليف وليس تشريف، وحتى تعطى الفرصة لغيرهم من أصحاب الكفاءات الذين يتألمون وتضيق صدورهم حسرة وندماً لعدم قدرتهم على خدمة فتح.

  • *الإعلامي والمفوض السياسي