كنوز نت - الناصرة -  ميّادة شحادة مصريّ


كيف يكون التّغيير الإيجابيّ والتّجاوب الكبير لأبنائكم ولتلاميذكم مع العودة للمدرسة

  • ميّادة شحادة مصريّ

مع العودةِ للمدارس أقدّم للأهل والمعلّمين هذه النّصائح من عالم الاستشارة التّربويّة والبرمجة اللّغويّة العصبيّة. بإمكانكم اتّباع النّصائح التّالية وسوف تلحظون التّغيير الإيجابيّ والتّجاوب الكبير لأبنائكم ولتلاميذكم:

- الكلام الإيجابيّ دائمًا مع الشّخص، مَثلًا: نقول للطّالب (للطفل) ماذا نريد، ولا نقول ما لا نريده. نتكلّم معه بلغة إيجابيّة لا تشمل النّفي. المعلّم في الصّفّ، بدلًا من أن يقول للطّالب الّذي يصيح، "لا تَصيح" أو بالعاميّة (تصيّحش)، يقول له: "تحدّث بصوت منخفض".

العقل الباطن (اللّاوعي) لا يعرف النّفي. مثلًا نقول لك "لا تفكّر بالدّبّ الأبيض الموجود بالقطب"، فيبدأ عقلك فقط بالتّفكير بالدّبّ الأبيض. (العقل الباطن يُلغي كلمة لا ويفعل العكس). الأم في البيت مثلًا، بدلًا من أن تقول لابنها الصّغير: "لا أريد فوضى في البيت"، يجب أن تقول: "أريد أن تكون الغرفة مرتّبة".

- الإيمان بقدرات الطّفل وتعزيزها وتكرار ذلك أمامه، "أنت تستطيع"، "بإمكانك إنجاز المهمّة". يجب علينا أن نشجّع الموجود ولا نتحدّث فقط عن النّاقص أو الخلل وغير الموجود لدى الطّفل.

- تعزيز نقاط القوّة لديه والحديث عنها وعدم الحديث عن نقاط الضّعف، نعزّز ما لديه وما يستطيع فعله، ونترك ذِكر ما لا يستطيع فعله. كما يجب ألّا نقارنه بغيره، بل نقارنه بنفسه اليوم وسابقًا. 

- نطلب من الطّفل أن يتحدّث عن نفسه بشكل إيجابيّ فقط، مثلًا: "أنا أستطيع" ،"أنا قويّ"، "سوف أنجح"، "أنا أحبّ نفسي"، "أنا موهوب"، "أنا رائع". نطلب منه ان يفعل ذلك صباحا ومساءا وأمام المرآة أيضا(العقل الباطن يحب التكرار ويصدق ذلك) وهكذا سوف يشعر دوما. 

- كأهلٍ وكمعلّمين يجب علينا عدم تضخيم الأمور البسيطة وإعطائها أهمّيّة (ألّا نعمل من الحبّة قُبّة)، فلا نهوّل الأمور، ولا نعطي الأشياء أكثر من حجمها الطّبيعيّ، الحدود ضروريّة والحزم مطلوب، لكنّ التّفهّم والتّعاطف وتقبّل الآخر هامٌّ جدًّا.

 - لا يوجد نجاح أو فشل، بل هي تجارب نتعلّم منها، نقول للطّفل في حال لم ينجح إنّه تعلّم درسًا، وسوف ينجح مستقبلًا دون شكٍّ.

 من المهمّ جدًّا أن ينتبه المعلّمون لكلّ طالب يتعرّض للتّنمّر والمضايقة، سواء كان ذلك من طلّاب، أو من بعضِ المعلّمين. لهذا الأمر تأثير سلبيّ طويل الأمد على تطوّر شخصيّة الطّفل وحياته ونفسيّته، فلا تُدمّروها لتفادي العلاج مستقبلًا.


- الإنسان ليس ما يبدو من سلوكه الظّاهر، وهذه قاعدة هامّة وأساسيّة بالبرمجة اللّغويّة العصبيّة، فسلوك الشّخص عندما يهاجمه سارق مثلًا يختلفُ عن سلوكِهِ في مكان العمل.

 - لكلّ شخص يوجد هدف إيجابيّ من وراء كلّ تصرّف يقوم به، حتّى لو لم يعجبنا التّصرّف، فمن قام به له هدفه الخاصّ، مثلًا: ولد يضرب زميله بالصّفّ، نحن لا نقبل هذا السّلوك، لكن نعلم أنّ الطّالب الّذي استعمل العنف يريد بذلك أن يثبتَ للآخرين أنّه الأقوى، ويمنعهم من إيذائه. علينا تعليم الطلاب الاحترام والشعور مع الآخر المختلف عنا.

- على الأهل والمعلّمين تَقبّل الإنسانَ كما هو، وعدم إصدار الأحكام على الآخرين، فكلّ شخص يعيش ظروفًا تختلف عنك، وعن الآخر.

- من المهمّ أيضًا عدم المقارنة بين الطّلّاب مُجاهرة، وكذلك عدم المقارنة بين الإخوة، بل يجب أن نقارنَ الشّخص مع نفسه وكيف كان سابقًا، وكيف أصبح اليوم. المقارنة تزيد من شعور الغيرة، وتضرّ بالعلاقة بين الأشخاص.

- وأخيرًا، التّقبُّل والتّفهم والتّعاطف مع كلّ طفل، تقبّله بما عنده من إيجابيّات وسلبيّات، فمن منّا بلا خطيئة؟

- الطفل يقيِّم نفسه بحسب ما يتلقّى من الأهل والمدرسة والمحيط، لذا من الضّروريّ تشجيعه وإعطاؤه الدّعم والحُبّ، وبنفس الوقت وضع الحدود الصّحيحة، اللّازمة، والضّروريّة.

وفي الختام يجب ألّا ننسى، نحن الكبار قُدوتُهم، فَلنحسن التّصرّف أمامهم، ولنكن خير قدوةٍ لهم. كما ونرجو أن يعمّ الأمن والأمان في قريتنا وفي كافّة أنحاء البلاد، لينشأ جيل مُحبٌّ للخير، يحترم الآخر، يعرف الحدود والضّوابط الشّرعيّة، ويتمسّك بتراثه ووطنه وقوميّته.

نرجو أن تكون للجميع سنة دراسيّة ناجحة وموفّقة.
                                                                   
مع تحيّاتي
                                                            
ميّادة شحادة مصريّ
                                              
مستشارة تربويّة ومُعالجة بالبرمجة اللّغويّة العصبيّة والخيال الموجَّه