كتاب "بيادر قروية" للأستاذ نمر نمر

أهداني الأستاذ نمر نمر ، مشكورا، كتابه الأخير "بيادر قرويّة" الصادر عن دار مطبعة حرفشاويّة لصاحبها غالب غضبان،، يقع الكتاب ب 250 صفحة من الحجم الكبير، وقد صُمّم الغلاف برسمة مُعبرة عن الحياة القرويّة المتمثّلة بالبيدر وحياة البيادر التي طالما سهرنا عليها ليال طويلة في الماضي، واللوحة للفنّان علم خير الدين.

    

يبدأ الأستاذ نمر كتابه بإهدائه الكريم إلى القرّاء الذين أمضَوْا أعمارهم متمسّكين بحرية الكلمة كما عبّر عنها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بمقولته الشهيرة: "إنّ حرية الكلمة هي المُقدمة الأولى للديمقراطيّة".

 ثم يشكر الأستاذ نمر أفراد عائلته جميعهم، لما قدموه من مساعدات تقنيّة حديثة ومتطوّرة، يفتقر لها جيلنا "القديم"، معبرا عن ذلك بكلمة الشكر القصيرة عن فيض غلاوته للإبن ولإبن الابن (الحفيد) .

الفصل اول مقالات، هي عبارة عن تاريخ موثّق بالشواهد والبيّنات والأحداث الدامغة منطقيّا وكتابيّا، واستعراض لوقائع رسمت طريق مجتمع بأكمله، بعضها، وللأسف،أحداث حدثت وأبطاها أساؤوا للأجيال، وبعض المقالات ذكريات عن الآباء والأهل في كفاحهم من أجل البقاء، وتحصيل لُقمة العيش الحلال، اللقمة الكريمة والنظيفة.

    

يمتاز الأستاذ نمر ، دائما، بأسلوبه الشيّق القريب إلى القلب، والفكر، فتجيء كتاباته لقمة سهلة الهضم والاستيعاب، ولا يخلو من الفكاهة الهادفة ترويحا عن النفس، أو أنها تضرب على أوتار الوجع، تمشيّا مع مقولة "شرّ البليّة ما يُضْحِك".

أمّا باقي الفصول، تتناول باقتضاب مآثر زعماء خالدين ، تركوا رغم البعد الجغرافي والزمني، بصمات في أفكارنا وسلوكنا ومبادئنا، ويتناول الخدمة العسكريّة المفروضة علينا ، ونتائجها ، والعلاقات اليهوديّة العربيّة، كما يحدثنا عن نباتات بلادنا ومناظرها ، ومشاكلها التي تعرّف عليها خلال جولاته المتعددة كمرشد للسياحة الداخلية، ومن خلال محادثاته ولقاءاته مع كثيرين، كما يتطرّق إلى المواقف الوطنيّة والإنسانيّة، وإلى الأحداث الاستفزازيّة التي تعرّض لها ولم يلقَ من الشرطة آذانا تسمع، ثمّ لقاءات وطنيّة، وحكايا قروية تبيّن مواقف بعض الأشخاص الذين التقى بهم، وهم كُثُر.

    يستحقّ الكتاب التسجيل والحفظ لما يحويه من حقائق تاريخية واجتماعية تركت آثارها على مستقبل أبنائنا والأجيال القادمة.

 مع احترامي لصاحب المطبعة ، إلاّ انّ الكتاب لم يستوف حقه من حيث المنتجة والتصميم، وحجم الخطّ، والصفحات، إن الكتاب جدير بإعادة الطبع، والتعامل معه بتقنيّة أكثر وخبرة أكثر.

تحياتي للأستاذ نمر الذي نتمنى له العمر الطويل والزيادة بالعطاء.

18.8.2018