الدكتور عيسى أحمد حجاج يحي تراث الأجداد في متحف التراث "من زمان كان"

كنوز نت/ بقلم عادل شمالي


بعد زيارة قمت بها مع طلاب دورة الصحافة اليوم الإثنين 22-8-3016 إلى متحف " من زمان كان" في قرية شعب تفاجأت إيجابياً وتفاعلت مع الطلاب لما رأته العيون من عملٍ كبير ورائع يعتبر الأول من نوعه في البلاد في الوسط العربي وللإرث الكبير الموجود به من أدوات ووثاق عمرها عشرات أو ربما مئات السنين والذي كان قد جمعها مدير المتحف الدكتور عيسى أحمد حجاج مشكوراً، يجسد بها تاريخنا، ثقافتنا، عاداتنا وقيمنا التي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ويرتبها في المتحف بمجهود ذاتي وشخصي، استحوذت منه الوقت والمال، فذهب يفتش ويجول في القرى والمدن، في بعض دول الجوار، يجمع بمبادرته الشخصية ومن ماله الخاص هذه الأشياء التراثية بما للكلمة من معنى.

 أليس هذا عملاً مقدساً يستوجب الشكر عليه وتقديم الدعم له، كل دعمٍ ممكن، معنوياً او مادياً ليستمر هذا الصرح يلألئ، يشعشع وينبض بالحياة.

لن أخفي على أحد أنني عندما سمعت من أحد أصدقائي عن المتحف هذا، تخيلت أنني سأزور متحفاً صغيراً في مساحة متواضعة يوجد بها بعض الأشياء التراثية القديمة.

لكن بعد أن حضرت للمكان مع طلاب الدورة واستقبلنا بحفاوةٍ كبيرة وبتكريمٍ رائع، يجسدان الإصالة العربية القديمة، جلسنا في خيمة توجد بها بعض التحف والأشياء القديمة، كأمثال وأدوات وكانت تتصدر الخيمة زاوية لفتت انتباهي تحت اسم "التسامح"، أوقفت هناك دمى ترتدي زي الطوائف في البلاد تجسد هذه القيمة الرائعة،"التسامح"، نعم هذا هو تراثنا الأصيل العادات والقيم السامية التي توارثناها أباً عن جد والتي كانت منبعاً للمحبة والتعاون والإخاء بين كل الطوائف.

أثناء جلوسنا قُدمت لنا بعض الضيافات، بدأت أتساءل، أفكر هل هذا هو المتحف الذي أخبرونا عنه؟؟؟؟ خيمة ذات قيمة، لكنها متواضعة ولا يليق بها أسم متحف وخاصة إذا كان يجسد تراث شعب له ماضٍ عريق ومشرف كشعبنا.

وسرعان ما بدأت أغير رأي بعد تقديم الضيافة، بدأً بالقهوة العربية السمراء " سمراء العرب" والشرح عن المتحف وفكرة إنشائه وعن الإمكانيات التي كانت بحوزته للإنشاء هذا المتحف، أدركت حينها أن الدكتور عيسى يخبئ لي مفاجأة وانه لإنسان عظيم له جذور في هذه الأرض الطيبة ومن عائلةٍ عريقةٍ، لها حسبها ونسبها، أيقنت كم هو عظيم هذا الإنسان المربي، الذي خدم أبناء جلدته لأكثر من 43 سنة، وجاء اليوم ليتابع مشواره في العطاء وليس لخدمة أبناء بلدته العزيزة شعب بل لخدمة شعبه العربي الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام.

دخلنا بصحبته، ترافقنا كل الوقت ابتسامته الجميلة وضحكته التي تسعد القلوب إلى داخل مبنى مساحته 300 مترا مربعاً لتكن المفاجأة المدوية بالنسبة لي وللطلاب، حقاً لم أتصور لأول وهلة، هل انا في حلمٍ أم في يقظةٍ؟ رأيت متحفاً مليئاً بكل ما كان لدى الآباء والأجداد من أدواتٍ وأغراضٍ استعملوها في حياتهم، ساعدتهم في الاستمرارية والعيش بكرامة، عملوا في أرضهم وربوا ماشيتهم وكبروا أولادهم بجدٍ وبعرق جبينهم، بعز وإباء.

كان الدكتور عيسى يقف عند كل محطة، يشرح لنا عنها، يسرد الحكاية أو القصة او المناسبة التي تخصه بأسلوبٍ شيق.


وأنا اليوم اتسأل إن ما قام به الدكتور عيسى من عمل فردي وبمجهود كبير من المال والوقت وتسخير افراد العائلة لهذا العمل الرائع، اقام لنا متحفاً تراثياً نفتخر به، يستطيع تعرف الأولاد على تراثنا وقيمنا وعاداتنا التي توارثناها عن الأجداد وهذا لطيف وجميل جدا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه اين دور الجهات المعنية في مجتمعنا العربي كرؤساء السلطات المحلية، من رجال أعمال، مثقفين، مدراء، معلمين وغيرهم كلٍ في دوره من تقديم الدعم المادي والمعنوي وتشجيع الأولاد والأهل لزيارة هذا الصرح الكبير من تراثنا الذي بني بسواعد وهمة إنسان مثقف، مجتهد، كريم لنفس والخلق.

أرجو من كل الخيرين العمل على دعم هذا المشروع القائم بامتياز وشرف في وسطنا العربي.

أعتقد أنني كل ما كتبت لن أستطيع ان أصف مشاعري الخالصة واوفي هذا الشخص وما قام به حقه.

وأخيراً أقول للأخ الدكتور عيسى أحمد حجاج جزاك الله خيراً اخي. وأختم " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "