كنوز نت - بقلم : الاعلامي عمري حسنين


 موسوعة علمية ثقافية تربوية تطمح للنهوض بالمجتمع نحو القمة تقوم عليها مجموعة "مبادرون"..

بروح الإنتماء والعطاء تألفت مجموعة "مبادرون" الشبابية التطوعية، حاملة معها مشاريع وأهداف علمية وثقافية مميزة يقوم عليها مجموعة من الشباب المبادر والمؤثر الذي يسعى لنشر العلم والمعرفة بطريقة شيقة للنهوض بالمجتمع نحو آفاق واسعة، وتحقيق نهضته العلمية والثقافية من خلال عدة برامج وفعاليات متنوعة تسلط الضوء على قضايا تربوية ودينية وتنقل تجارب وقيم علمية وثقافية مختلفة تلائم كل الأجيال. 

تتكون المجموعة من شباب جامعيين من مختلف التخصصات والمجالات التعليمية، الذين جمعهم حب العطاء والتغيير في مجتمع قلت فيه المبادرات وندر فيه الباحثون عن العلم والمعرفة، تقلدت مجموعة مبادرون زمام المبادرة في شهر شباط عام 2013، ومنذ ذلك الحين واظب أفرادها على الإجتماع أسبوعياً في مدينة أم الفحم تهذيباً لنفوسهم أولاً ومن ثم تجسيداً لأفكارهم التي إبتكرت مشاريع نظرية وعملية في عدة مجالات منها العلوم والطب والفلك والفيزياء والكيمياء والحاسوب وعلوم النباتات بالإضافة إلى الروبوتيكا والبيولوجيا وغيرها.. والتي تعرض بأساليب شيقة تحفز المشاهد على التفاعل مع العلوم والأفكار الخارجة عن المألوف بطريقة تزرع في داخله شغفاً نحو العلم وتعطشاً لمعرفة المزيد.

قدمت المجموعة منذ نشأتها خمسة معارض ناجحة وهادفة وهي:

 "بالعلم نرتقي"  
 "زدني علماً "
 أولي العلم "لا أبرح حتى أبلغ"
  "أفلا يتفكرون"

وكان آخرها معرض "نترك أثراً" الذي أختتم فعالياته قبل عدة أيام في مدرسة قحاوش الإبتدائية في أم الفحم واستمر على مدار ثلاثة أيام متتالية، تنوعت فيه التجارب والمحطات وتميز بمحطة جديدة مبتكرة تحمل أسم "فلسطين الحكاية" والتي تعرض أهم الأحداث التي مرت بها فلسطين عبر التاريخ، منذ العهد العثماني مروراً بالإنتداب البريطاني وحتى النكبة، وذلك عن طريق عرض مسرحي يوضح الأحداث التي تعرض لها الشعب الفلسطيني من تهجير وقمع وعنف.


تلقى فعاليات ومعارض مجموعة مبادرون إقبالا واسعاً من الجمهور، وتستقبل أعداد هائلة من الزوار والأهالي والمشاركين بمختلف أعمارهم، كما يتوافد إليها آلاف الطلاب من مختلف المراحل التعليمية ومن مختلف القرى والبلدات، كذلك استقطبت شخصيات أكاديمية واعتبارية وسياسية واجتماعية أثنت على هذه النشاطات والفعاليات الهادفة التي تنشر العلم والمعرفة بجهود مضنية وبأسلوب تفاعلي مشوق.

ولم تقتصر المبادرات على المعارض فقط، بل شملت محاضرات علمية تختص بمجالات مختلفة منها علوم الحوسبة والمبادرة والريادة في المجتمعات النامية، كذلك شملت مواضيع دينية متنوعة قدمت بطريقة تربوية منها سلسلة محاضرات "صيد الفؤاد"، و سلسلة "نبضات شبابية" التي تستضيف أساتذة ومحاضرين من مختلف المجالات بهدف تقديم ندوات ومحاضرات ترفع الوعي الثقافي والتربوي والاقتصادي والديني لدى المجتمع، كما قدم فريق مبادرون فعاليات إنسانية منها مبادرة "زراعة الأمل" التي تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي تجاه قضية التبرع بالأعضاء والنخاع العظمي.

ومن الحري ذكره معرض "بادلني كتابك" الذي تنظمه المجموعة مطلع كل عام دراسي جديد ويترقبه الجميع للإستفادة من خدماته التي تهدف إلى تخفيف الأعباء المادية عن الأهالي، وذلك عن طريق تبديل الكتب التعليمية المستخدمة في السنوات السابقة بكتب مناسبة للعام الدراسي الجديد بشكل مجاني لكافة المراحل التعليمية من الصف الأول وحتى الثاني عشر، كذلك توجد زاوية لبيع الحقائب والقرطاسيات بأسعار رمزية، ويتشمل أيضاً المعرض على زاوية خاصة بتبادل الكتب المنوعة مثل الروايات والقصص والكتب الثقافية وغيرها بهدف استغلال الكتب التي تهجر داخل رفوف المكتبات بكتب أخرى جديدة، وبذلك يصبح المعرض عبارة عن مكتبة عامة تستفيد منها كل الفئات والأعمار.

مجموعة "مبادرون" التطوعية التي تعتبر الأولى من نوعها في الوسط العربي، والتي أحدثت نقلة نوعية في مجال المبادرات بهدف التغيير والتطوير، حققت نجاحاً باهراً في جميع معارضها وخدماتها ومبادراتها وذلك بجهود شبابها الذي لا يكل من السعي نحو تعميم الفائدة، وباتت محط إهتمام المجتمع بكافة أجياله وفئاته بعطائها وإبداعها في التواصل مع المجتمع ومشاركته العلم والمعرفة والتجارب المثيرة والمتجددة وتقديم كل مايعود عليه بالنفع، كونها على علم ودراية بمدى حاجة مجتمعنا لمثل هذه المبادرات والفعاليات التي تصب في مصلحته وتسعى لصقل وبلورة شخصيات قيادية وريادية مستقبلية تساعده على مجارات التطور والتقدم وتحقيق النهضة والإزدهار.