كنوز نت - "القدس" دوت كوم - ترجمة خاصة -

واشنطن بوست: صفقة القرن لا تشمل إقامة دولة فلسطينية




 قالت مصادر أمريكية مطلعة، إن خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" لن تشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، لكنّها ستحدث تحسينات عملية على حياة الفلسطينيين.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن تلك المصادر قولها، إن من المتوقع نشر الخطة في وقت لاحق من هذا الربيع، أو أوائل الصيف، بعد عامين من الجهود التي بذلها جوريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإعداد والترويج لهذه الخطة.

ووفقًا للصحيفة، فإن ترامب من المرجّح أن يركز في خطته على المخاوف الأمنية الإسرائيلية. مشيرةً إلى أنه أبلغ مقربين منه أنه يريد أن يغير من الافتراضات التقليدية حول كيفية حل النزاع.

ويرى محللون أن كوشنير أمام فرصة ضئيلة للنجاح بعد فشل التوصل لاتفاق منذ عقود، خاصةً وأن هناك اختلافات في الرؤى حتى مع الدول الغربية بشأن وضع القضية الفلسطينية.

وقال مسؤولون عرب على اطلاع واتصال بالإدارة الأميركية، إن كوشنير لم يقدم تفاصيل خلال زيارته لبعض الدول حول الصفقة، لكنه أكد أنها (أي الصفقة) ستزيد من فرص الفلسطينيين لتحسين وضعهم الاقتصادي، مع تكريس السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المتنازع عليها.

ووفقًا لذات المصادر، فإن كوشنير ربط بين السلام والتنمية الاقتصادية والاعتراف العربي بإسرائيل والتطبيع معها، وقبول الوضع الراهن بمنح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا بدلًا من السيادة.

ورأت الصحيفة أن وعد بنيامين نتنياهو خلال حملته الانتخابية بضمّ مناطق في الضفة الغربية لسيادة إسرائيل، إنما إشارة إلى أن ترامب سيمنحه الضوء الأخضر للسيطرة على المناطق المتنازع عليها.


وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن الخطة عادلة وواقعية وقابلة للتنفيذ، وستمكّن الناس من العيش بشكل أفضل.

وقال كوشنير في لقاء مع كتاب ومثقفين سعوديين تم اختيارهم من قبل الأمير محمد بن سلمان، إن ترامب يفي بكلامه، وأنه يمكن أن يكون وسيطًا موثوقًا من أجل تحقيق السلام.
وبحسب الصحيفة، فإن بن سلمان على علاقة وثيقة مع كوشنير ويدعم خطته، لكن والده يرفضها.

وتلقى كوشنير العديد من الأسئلة المحرجة، لكنه دافع بقوة عن خطته خلال ذلك اللقاء، وفوجئ أن غالبية المشاركين ينتقدون خطته، وأخبروه أن الملك سلمان أكد على حقوق الفلسطينيين.

وتشير الصحيفة إلى أن كوشنير يسعى لحشد دعم مالي من أجل تمرير مشاريع اقتصادية مرتبطة بالصفقة، لافتةً إلى أن جولته في دول الخليج لم تحقق المهمة اللازمة في ظل عدم تلقيه لوعود واضحة من الدول العربية بذلك.

ولا يعرف فيما إذا كان الكونغرس سيدعم أي إنفاق أميركي واسع النطاق على صفقة لا تعد بدولة فلسطينية. حيث يعول كوشنير على دعم دول المنطقة لهذه الخطة.

وقال إيلان غولدنبرغ مسؤول ملف المفاوضات في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إنه بدون حلول سياسية صلبة، الجانب الاقتصادي لن يكون له معنى، رغم أهميته في إنجاح الجانب السياسي.

ويرى أنه فيما إذا كانت الخطة منحازة لإسرائيل بشدة، وفي ظل رفضها من قبل الفلسطينيين، فإن من المتوقع أن يتم التحرك إسرائيليًا بدعم أميركي نحو ضم الضفة للسيادة الإسرائيلية.