كنوز نت - الطيبة - كتب : ياسر خالد


الطيبة : مزال ناشف تفتح معرضها التراثي مع انطلاق مهرجان رمضان ماركت

المطرّزات الشعبية بعيون مزال ناشف


يمثل التراث الفلسطيني المخزون التاريخي للشعب الفلسطيني عبر العصور المتعاقبة والذي ورثته الأجيال عن بعضها البعض، وهو أيضاً يمثل هوية الشعب الفلسطيني والعمق التاريخي والحضاري له وما مرّ عليه من أحداثٍ وأزمان سطّرها على هيئة تراثٍ عريق، ومن المعروف أن التراث الفلسطيني تراث غني جداً، يزخر بالأثواب المطرزة التي تحمل خصوصية كبيرة لكل مدينة من مدن فلسطين، بالإضافة إلى الأغنيات والأهازيج الفلسطينية والأمثال والعادات والتقاليد وغيرها من القصص والحرف اليدوية والمشغولات والمطرزات.

و للمرأة الفلسطينية دورا أساسيا ورئيسيا في الحفاظ على تراثنا، من خلال نقشها ورسمها وحفرها وتطريزها ومن خلال الفلكلور الشعبي.

اليوم كان لي زيارة لمعرضها الجميل الساحر حيث قررت افتتاحه منذ الامس مع انطلاق مهرجان الثقافة والتسوق "رمضان ماركت في الطيبة .
تعكس شقتها الواسعة في الطيبة والمقابلة لساحة العمري حيث يقام المهرجان الطيباوي الرمضاني تفكيرها الأنيق المستند إلى جذورها المتعددة الثقافات، إنّها شقة تشع بشخصية فريدة وروح إبداعية.


تحدثنا مطرزة التراث مزال ناشف قائلة: "منزلي هو ورشة عمل حياتي. بدءاً من الغوص عميقاً في النماذج الأولية للقطع التي صممتها حديثاً، وصولاً إلى اكتشاف حبي للتطريز، رأيت أنّه من الضروري أن تُختصر ردة فعل كل من يدخل منزلي بالجملة التالية: "المكان يشبهك جداً".

بعد زيارة شقة مزال ناشف في الطيبة، تأكدنا أنّ هذه الشقة هي فعلاً انعكاس لهذه المصممة والمطرّزة الموهوبة.

تمكنت من فهم ثقافتي بشكل أعمق. تعرفت على وجه للعالم العربي لا يعرفه الكثير من المقيمين في الخارج... لمست حناناً، قلوباً كبيرة وأياد مفتوحة.
 قررت أن أحوّل نفسي إلى قناة أوصل من خلالها هذا الجزء من ثقافتي إلى العالم".

 التقينا بالمصممة في منزلها واكتشفنا أنّ ذلك الحب والاحترام والبحث عن الذات جزء من عملية التصميم التي تنتهجها بقدر ما هي جزء لا يتجزأ من نمط حياتها.

 سيرة اللوحات المطرزة باللون الأحمر، صنعتها من واقع الجرح النازف، نؤرخ له ونتعرف على بعضاً من أنواعه والخيوط المستخدمة فيه وكذلك الأشكال المتنوعة من الرسومات التي تأسر بصرك بدقة تصميمها

تتفن وتبدع في تصميم أشكال المطرزات سواء على الأثواب أو الوسادات أو المفارش التي تنسجها بخيوطها الحريرية وأقمشتها المتفاوتة الألوان بين الأبيض والأسود والسكري، ومن هذه الأشكال ما نجده منسوجاً بدقة على الأثواب من حدائق ورود وأزهار زاهية الألوان غالبيتها من اللون الأحمر القاني يزينها عروق من الأخضر قد تكون على كل ريشة الطاووس تجدها تمتد من أسفل الثوب إلى أن تصل إلى أعلى الخاصرة بالإضافة إلى طيور الحمام المتناثرة في تناغم وانسجام وتوازن بين أجزاء الثوب خاصة في الذيل أما الأكمام فيكون غزلها من الورود الحمراء فقط مما يضفي عليها جمالاً وبريقاً، وتختلف أنواع العروق التي تزدان بها الأثواب فمنها عرق الحمامة وآخر يسمى عرق الموج يكون شكله تماماً كموج البحر وثالث يطلق عليه عرق السرو حيث يأخذ شكل شجرة السرو ناهيك عن عرق السفينة والقلب والنجمة والورد وغيرها كثيراً حيث أنها تستوحي تصاميمها من واقع حياتها ومظاهرها فتنسج الحدائق والبحر والسفينة الطبيعة الحية والجافة كما أنها تحاول أن تجد التصاميم التي تعبر عن حالتها وواقعها السياسي فتجدها تطرز بخيوطها خريطة لفلسطين.


الجدير بالذكر ان مزال ناشف تستقبل مجموعات من المدينة وخارجها وكما انها تعطي محاضرات عن التراث الفلسطيني .