ثقة الجماهير هي الخطوة الأولى للانطلاق نحو المستقبل


بقلم: راسم داود أصلان


إن أخطر ما يعانيه المجتمع هو وصول الانتهازيين إلى مواقع المسؤولية في اتخاذ القرار، حيث يكون الهدف في سبيل المنفعة الذاتية فقط، ويتطلب الحد من هذه النوعية إعطاء نظرة جدية للجماهير التي تشكل الأساس في وجود المجتمع، وإعطاءه الدور والأهمية والمشاركة في اتخاذ القرار، مما يجعل تصرفات صاحب القرار مقبولة من المواطن.

لا شك بأن الواقع السياسي في دول العالم له دور كبير في زيادة ثقة الجماهير وعدمها، وهنا نشير إلى أن أغلب الجماهير لا يثقون بقياداتهم وحكوماتهم التي تقدم الوعود المستمرة بالارتقاء والتقدم والازدهار دون ممارسة عملية ونتيجة واضحة، ولهذه الأسباب وغيرها ترسّخ عند الكثيرين مبدأ الاستسلام للواقع وعدم التغيير للأفضل.


بناءً على التجارب في الحقب الزمنية المختلفة لا يمكن أن تأخذ قيادة المجتمعات الثقة إلا بالاحترام المتبادل بينها وبين المواطن من خلال السلوك والتصرفات النموذجية التي يحتذى بها، واتخاذ القرار المناسب الذي يصب في المصلحة العامة، وبذلك فقط تكسب ثقة الجماهير، فالجماهير لا تلتف حول من يتكبر عليها ويسيء إليها، فالنظرة الجدية للمواطن تشكل أهمية بالغة في ترسيخ قناعته لاستعداده للتضحية والاستمرار في المسيرة الوطنية نحو التقدم والتطور والبناء، وعليه يكون على عاتق القيادة الحكيمة مهمة المبادرة المتواصلة في تعميق مبدأ الاحترام المتبادل.

وهنا يصبح من الواجب علينا، وعلى النخب المجتمعية المساعدة في تكريس ثقة الجماهير بالقيادة، ورسم صورة إيجابية تكون نتيجتها الوصول إلى الهدف والارتقاء المطلوب، فإن ثقة الجماهير هي الخطوة الأولى للانطلاق بثبات نحو المستقبل.